أسرار النوم للصحة النفسية والعقلية والجسدية
أسرار النوم للصحة النفسية والعقلية والجسدية

 لماذا نستيقظ من النوم في الصباح مُتعبين ومُرهقين وبحالة مزاجية سيئة , مع أن المُفترض أن يحدث العكس .

فالمفترض أنَّ النوم يكون من أجل الراحة الجسدية والنفسية , ويُفترض أن نكون في قمة النشاط والحيوية عند الإستيقاظ .

فما السر وراء الخمول والتعب والإرهاق والحالة النفسية السيئة عند الإستيقاظ ؟!

هذا ما سنُجيب عنه في هذا المقال , إقرأه للنهاية ……

الحقيقة تكمن في حالتك قبل النوم وفي مواعيد النوم , وليس في النوم ذاته , فالنوم للراحة والإسترخاء إن تمَّ بشكل صحيح .

فالحالة النفسية لها عامل مؤثر على حالتك بعد الإستيقاظ , والأفكار السلبية هي الأصل في هذا الأمر .

فأغلب الناس عندما يذهبون للنوم تجد عقلهم يسبح في ذكريات اليوم , سواء كانت ذكريات سيئة أو سعيدة .

وفي الغالب يتم إسترجاع الأحداث والذكريات التي تؤلمنا , وهذا يفتح للعقل الباطن أبواب الحزن والسلبية على مصراعيها .

فيتقبّل العقل الباطن الإشارات السلبية ليخلق لك سيلاً من الأفكار السلبية .

كيف يعمل العقل مع أي مشاكل قبل النوم

كيف يعمل العقل مع أي مشاكل قبل النوم
كيف يعمل العقل مع أي مشاكل قبل النوم

فإذا عانيت من مشكلة عائلية , وقمت باسترجاعها قبل النوم بأفكارك , فإنَّ عقلك الباطن سيتعامل معها كأمرٍ صادر له وعليه أن يتفوق فيه .

وعليه فسوف يخلق لك أفكاراً تُزيد من حزنك وتُزيد من حجم المشكلة , فلو كانت مشكلة صغيرة فسوف يجعلها عقلك مشكلة كبيرة .

فالفكرة الواحدة إن أخذت حيزاً كبيراً من عقلك فإنَّها سوف تنمو إلى العديد من الأفكار , سواء كانت أفكاراً سلبية أو أفكاراً إيحابية .

فيجب أن تُحارب أي أفكار سلبية تخطر بذهنك , فإنَّ الساعة التي تسبق نومك تؤثر على صحتك النفسية والعقلية .

وبالتحديد 45 دقيقة قبل النوم هي ما تُحدد نوعية نومك , إن كان للإسترخاء أو للقلق .

فقبل أن تضع رأسك على الوسادة حاول أن تتذكر أموراً سعيدة مهما كان يومك , فإن كان يومك مليئاً بالمتاعب والأحزان والقلق , فحاول أن تتجنب أي أفكار سلبية .

لا تُزيد من حزنك في نومك أيضاً , حتى تستيقظ بعد نوم هانئ تستطيع من خلاله إستجماع قواك العقلية من أجل التفكير الصحيح لحل ما واجهته قبل النوم .

فما مضى لن ينفعه حزنك أو زيادة الهم والحزن عليه أكثر .

والإسترخاء أثناء النوم ليس من أجل الإستيقاظ نشيطاً وسعيداً فقط , بل من أجل صحتك العقلية .

فدماغك تتأثر بشدة من طريقة نومك , إما بالإيجاب أو بالسلب .

السهر وأضراره على العقل والنفسية

السهر وأضراره على العقل والنفسية
السهر وأضراره على العقل والنفسية

ومن أكثر الأمور التي تعمل على الإستيقاظ خاملاً مكتئباً هو ( السهر ) .

فالسهر لا يقضي على الإسترخاء وحسب , فرغم أهمية الإسترخاء على عمل الدماغ  , إلَّا أن السهر يدمر الدماغ مباشرة , ويدمر الإنسان بصفة عامة  .

 فالسهر من أكثر مسببات الأمراض النفسية والعصبية , وهو سبب للكثير من المشاكل الصحية والمشاكل الإجتماعية والعائلية .

فمن الناحية النفسية :- يوجد هرمون يُسمى بالميلاتونين , هذا الهرمون يُطلق عليه أيضاً هرمون السعادة .

هذا الهرمون لا يتم إفرازه بالدماغ إلَّا في حالة النوم , وليس النوم بأي وقت , بل يتم إفرازه أثناء النوم في أول الليل .

وقد حدد العلماء بأنَّ أفضل الأوقات التي يتم فيها إفراز هذا الهرمون يكون مابين الساعة 11 مساءاً إلى الساعة 4 فجراً .

فيجب أن تكون نائماً خلال هذه الفترة بالتحديد , وإذا لم تكن نائماً خلال هذه الفترة فلن يتم إفراز هذا الهرمون .

وخلال أسبوع أو أكثر من حرمان الدماغ من إفراز هذا الهرمون , يُصاب الشخص بالإكتئاب والإضطراب ومتلازمة القلق , وتتأثر الصحة الجسدية والعقلية بناءا على هذا الخلل .

وهذا الهرمون له علاقة بالضوء , فإذا أصابك النُعاس وذهبت للنوم , وقاومت الأفكار السلبية , لكنَّك أمسكت بالهاتف لتصفحه قليلاً فسوف تكتشف أنَّ النعاس بدأ يقل .

وأصبحت أكثر إستيقاظاً من قبل أن تمسك الهاتف , والسر في هذا اللغز هو هرمون الميلاتونين , لأنَّه يقل إفرازه عند التعرض للضوء .

فهذا الهرمون يؤدي الإسترخاء , وهذا الإسترخاء يؤدي إلى النوم , فإن قلَّ إفرازه قلَّ الإسترخاء , وعليه يزداد الشخص يقظة ويختفي النعاس .

وهذا يفسر أنَّ بعضنا إن كان نائماً وتم إضاءة المصباح أو إصدار أي ضوء فإننا نستيقظ حتى لو لم يتم إصدار أي أصوات .

والسبب هو أنَّ الهرمون قلَّ إفرازه بسبب تعرضه للضوء , مما أدى إلى توقف الإسترخاء , الأمر الذي يؤدي إلى إستيقاظنا .

الإجبار على النوم

الإجبار على النوم
الإجبار على النوم

كذلك من العوامل التي تساعدك على صعوبة التغلُّب على الأفكار السلبية والتصفح للهاتف هو الإجبار على النوم .

فالكثير منَّا يذهب للسرير وهو لا يزال متيقظاً ويغلق عينيه من أجل إجبار عقله على النوم .

ورغم فاعلية هذا الأمر بنسبة بسيطة إلَّا أنَّ الذهاب للنوم دون الحاجة له تكون نتيجته زيادة القلق  .

فإذا جاءت الساعة الحادية عشر فإنَّك تذهب للنوم مباشرة لإجبار نفسك على النوم , والأمر ليس بهذه البساطة .

فالأمر يحتاج إلى التدريب اليومي على النوم مبكراً .

والتدريب للنوم يكون بالعادة , ففي أول يوم سيكون الأمر صعباً بعض الشيئ , ثم ستعتاد الأمر بعدها .

وأفضل وسيلة من أجل الخلود للنوم بعمق هي التعب , نعم عزيزي القارئ كما قرأت ( التعب )

وأقصد بذلك التعب الجسدي , فعندما تعود من عملك وتتناول وجبة طعام مع أهلك ثم تجلس معهم وقتاً كافياً تتغذَّى فيه نفسياً , فإنَّ هذا له فوائد كبيرة جداً .

لأنِّك ستشحن عاطفتك ونفسيتك اللتان أرهقتهما العمل بمشاعر المرح مع أهلك , فجلوسك مع أهلك يشحنك بطاقة إيجابية قوية جداً تؤثر على نفسيتك ودماغك .

وبعد ذلك سيكون جسدك متعباً يبحث عن الإسترخاء , وهذا سيجعله يتجه للنوم من أجل الراحة , وهذه العلاقة تحدث عن طريق الدماغ .

فالدماغ قد أرهقت بالعمل وتحتاج للإسترخاء من أجل الراحة , والجسد يرسل للدماغ إشارات بضرورة الراحة .

ومن هنا يأتي النوم ليؤدي وظيفة الإسترخاء , وفي هذه الحالة ستجد نفسك قد استغرقت في النوم بدون أية أفكار أو أي قلق أو توتر .

وستستيقظ في الصباح نشيطاً وسعيداً , وهذا ما يُفسر حالة النشاط والسعادة مع أصحاب الأعمال اليدوية الشاقة .

تأثير السهر عى الأطفال
تأثير السهر عى الأطفال
تأثير السهر عى الأطفال

النوم يؤثر على الأطفال بدرجة كبيرة جداً , فهم أكثر عُرضة من الكبار , ولكنَّهم يتأثرون أكثر في النمو .

فالسهر بعد الساعة الحادية عشر يعمل على تأخير النمو لدى الأطفال , فالأطفال دون سن العاشرة بالتحديد في حالة نمو تام في جميع أعضائهم الجسدية والعقلية .

وهرمون النمو عند الأطفال ( سوماتوتروبين ) يتم إفرازه بالليل بصورة أكثر إبتداءاً من الساعة التاسعة مساءاً .

وكلَّما كان الطفل نائماً في هذه الفترة , كلَّما استفاد أكثر من الهرمونات التي يتم إفرازها من الغدة النخامية , ويستفيد منها الطفل من أجل نموه الجسدي والعقلي .

أضرار أخرى للسهر
أضرار أخرى للسهر
أضرار أخرى للسهر

وأخيراً فإنَّ للسهر أضرار إجتماعية وعملية وزوجية …….

فهو يؤثر على نشاطك وتركيزك مما يؤثر على أداء عملك اليومي , وإن كنت من أصحاب التعليم فسوف يؤثر على تحصيلك التعليمي .

كما أنَّه يؤثر على حياتك الإجتماعية التي تبدَّلت عكس أغلب الناس , فتنقطع علاقاتك بالمجتمع الذي يكون مستيقظاً بالنهار وأنت نائم .

كما أنَّك لن تجد وقتاً بالنهار لعمل أي إنجاز في حياتك بصفة عامة .

كما أنَّه يؤثر على حياتك الزوجية والعائلية بسبب إنقطاعك عنهم بالنهار أو بالسهر .

تابعونا لقراءة العديد من المقالات الملهمة للنجاح في مدونة استيقظ 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!