كثير منَّا يضع لنفسه أهدافاً يُريد تحقيقها , فمثلاً هناك من يضع لنفسه هدف أن يُمارس التمارين الرياضية , وآخر هدفه أن يُنقص وزنه الزائد , وآخر هدفه أن يعتلي منصباً مرموقاً , وآخر هدفه جمع ثروة مالية كبيرة , وآخر هدفه الفوز ببطولة ما , وآخر هدفه زيادة أرباحه من مشروعه , وغيرها الكثير……
كل هذه الأهداف جميلة وتستحق التقدير والتحقيق , ولكنَّها أهدافاً مطاطية وغير مُحددة , وغالباً مايفشل أصحابها في تحقيقها .
الأحلام تختلف عن الأهداف , فما سبق من أهداف تُعد أحلاماً نتمناها وليست أهدافاً , لأنَّ الأهداف واضحة وصريحة وقائمة على الخطوات لتنفيذها .
فمثلاً من يجعل من أهدافه ممارسة الرياضة , يجب عليه أن يُحدد بالضبط ماذا يُريد أن يفعل , فمجرد إرادته لممارسة الرياضة ليس كافياً , فيجب عليه أن يُحدد ماذا يُريد أن يُمارس بالضبط .
فيقول لنفسه يجب أن أُمارس الركض يومياً لنصف ساعة , أو سأشترك في جيم لممارسة كمال الأجسام ثلاثة أيام كل أسبوع , أو سألعب كرة القدم كل أسبوع مرتين , أو سأشترك في نادي وألعب التنس أو كرة السلة , أو أي نوع آخر من الرياضة التي يُحب أن يُمارسها ويرى بأنَّه سيستمتع بها ويُحقق من وراءها هدف , سواء يريد بطولة أم يريد أن يستفيد جسمانياً بممارسة رياضة يُحبها .
فالأمر في كل الأهداف يجب أن يكون مُحدداً , ويجب أن تضع خططاً لتحقيقها , لا يُمكن أن تُحقق هدفاً بدون خطط لتنفيذها .
هدف زيادة الأرباح
على سبيل المثال , الذي جعل هدفه أن يُزيد من أرباح مشروعه , هذا الهدف هو حلم من أحلام اليقظة , لا يُمكنك أن تعتقد بأنَّ هذا هدف , لا يمكن ذلك , وإذا كنت عزيزي القارئ أحدهم فاسمح لي أن أقول لك بأنَّك تخدع نفسك .
الأمر ليس هكذا , يجب عليك أن تخلق هدفاً آخر حتى تصل لهدفك هذا .
أنت تُريد زيادة أرباحك , إذاً يجب أن يكون هدفك زيادة مبيعاتك , وهذا هو المنطق .
فعليك أن تسأل نفسك أولاً , كيب أجعل مبيعاتي تزداد ؟
ويجب أن تُجيب على هذا السؤال بخطة , والخطة يجب أن تكون بهدف أيضاً , بمعنى أنَّك يجب أن تبحث عن حل لزيادة مبيعاتك , وتُحصي مبيعاتك الحالية , فمثلاً أنت صاحب شركة لبيع أجهزة الكمبيوتر .
مبيعاتك الحالية بمتوسط ( ١٠ ) أجهزة شهرياً , إذا عليك أن تسأل نفسك سؤالاً واقعياً وهو كيف أجعل مبيعاتي ( ٥٠ ) جهازاً في الشهر , والسؤال هذا سيجعلك تبحث جيداً عن المُنافسين وعن منتجك , وسيجعلك تقف على المشاكل التي تجعل مبيعاتك قليلة .
وأقصد بقولي ( أن تسأل نفسك سؤالاً واقعياً ) هو أن لا تسأل نفسك كيف أُزيد مبيعاتي من ( ١٠) أجهزة إلى (٣٠٠) جهاز شهرياً ,فهذا ضربٌ من الخيال , يجب أن تسير خطوة بخطوة , وإذا فعلت ذلك فسوب تُصاب بالإحباط , لأنَّك حتماً لن تُحقق هذه المبيعات من أول مرة .
لكن بعد تحقيق نسبة مبيعات ( ٥٠ ) حتما ستجعل الهدف التالي (١٠٠) وهكذا , وعندها تكون قد حققت هدفك بزيادة أرباحك , وتستطيع أن تُزيدها أكثر بوضع هدف مبيعات أكثر .
وبالطبع لن تزداد المبيعات إلَّا بعد الدراسة والتخطيط الجيد من كل الإتجاهات , وبالطبع يجب أن نؤمن بأنَّ الله تعالى هو الرزاق , وهو الذي يوزع الأرزاق علينا , ويجب أن نستعين به تعالى على زيادة مبيعاتنا ونماء تجارتنا .
فجميع أهدافك يجب أن تكون واضحة ومُحددة , وأن تضع الخطط التدريجية لتحقيقها , فلا تُكلف نفسك فوق طاقتها , فلا يتم صعود السلم بقفزة واحدة , بل درجة درجة .
ويجب أن تكون مرناً في خططك , بمعنى أن لا تكون حافظاً لنقاطٍ تُحققها دون فهم أو إدراك , فأنت تضع خطة ولا تعلم ماذا سيحدث غداً أو بعده .
فسوف تحدث تغيرات في المستقبل تجعلك أمام اختيار أمرين , إمَّا أن تُعدل شيئاً ما في خططك طبقاً للظروف الطارئة , أو تُصمم على المسير في تنفيذ الخطة كما هي وعندها ستخسر .
كمَن يجعل في مخططه أن يسير في طريق مستقيم على الطريق العام , وهو مصمم على عدم الإنعطاف يميناً أو يساراً , فيجد نفسه أمام سيارة تعطلت في الطريق , فلو كنت مكانه هل ستقف وتنتظر إصلاح السيارة التي أمامك أم ستنعطف نحو اليسار لتُكمل طريقك ؟
الخاتمة
لا تجعل أهدافك عائمة دون تحديد , بل حدد هدفاً مُحدداً , ثم خطط لتحقيق هذا الهدف مع الأخذ بالاعتبار بالطوارئ التي ستطرأ عليك أثناء تنفيذ مُخططك , واخلق لنفسك عدة أهداف فرعية متسلسة خلف بعضها البعض حتى تصل إلى هدفك الحقيقي في النهاية .
وإذا تبين لك شيئ أفضل فلا تتردد في الإستفادة الدائمة من أي فكرة أو معلومة تُقربك من هدفك , واعلم بأنَّ هدفك الحقيقي هو مايجب أن تُحققه في النهاية , لا خططك , فخططك ماهي إلَّا وسيلة لتحقيق هدفك وقابلة للتعديل .
بمعنى أن لا تبني القدسية لمخططاتك وتجعلها غير قابلة للتعديل , بل يجب أن تُعدلها إذا تبين لك الأفضل , فهدفك هو الوصول للهدف وليس تنفيذ الخطة .
ولا تتصنع الأعذار في طريق هدفك بخلق أفكار لكي تتهرب من تحقيق الهدف , لأنَّك من سيخسر , واجه نفسك عند التفكير بتغيير الخطة , هل الأمر يستلزم حقاً التغيير , أم أنَّني أبحث عن التهرب أو سلك الطريق الأسهل ؟!!!
انس النجار
تابعونا في العديد من المقالات والقصص المُلهمة للنجاح في مدونة إستيقظ
احسنت