إثنان من الأخوة الأشقاء , أحدهما بعمر الخامسة والثلاثين , والثاني بعمر الثلاثين .
كل منهم له طموحات وأهداف يعملون على تحقيقها , فالأكبر إسمه مصطفى , والأصغر إسمه ماهر .
كان مصطفى طموحاً وأكثر نشاطاً من ماهر , فمصطفى كان يؤمن بتعدد المواهب , وكان يرى أنِّ الفرد يجب أن يعمل على أكثر من مجال , بحيث إن فشل الفرد في طريق يسير فيه وجد طرق أخرى قد سعى فيها , مثل الشخص الذي لا يضع أمواله في سلة واحدة , حتى لا يخسرها جميعاً .
تخرَّج من كلية التجارة , وكان يملك سوبر ماركت قد أسسه من أموال سفره , وكان بجانب السوبر ماركت يعمل سمسار عقارات , وبعد تحسن حالته المادية إتجه إلى تشطيب الشقق بالمقاولة , ثم افتتح محل لبيع الأسمنت .
وسار بهذا الطريق وهو محبٌ لأعماله ونجاحاته .
أمَّا ماهر فكان مُحباً لمجال الكمبيوتر والبرمجة , فقد تخرج من كلية الحاسبات والمعلومات , وحصل على العديد من الدورات في البرمجة .
فكان يعمل بإحدى شركات البرمجة بالخارج , وقد عاد ليستقر في بلده بعد أن قرر العمل في مجال البرمجة , وقد صرف الكثير من أمواله على الدورات في البرمجة في الخارج وحتى عندما عاد صرف الكثير من الأموال على الدورات في البرمجة .
شركة للبرمجة
قرر افتتاح شركة للبرمجة , وقد حاول مصطفى إقناعه بالعمل في أكثر من مجال للعمل حتى يتم توزيع أرباحه .
لكنَّ ماهر كان يرفض هذه الفكرة ويقول :- أُريد التركيز في مجالٍ واحد فقط , أمَّا الإستثمار في أكثر من مجال فسيكون بعد نجاحي في مجالي الرئيسي .
فقال له مصطفى :- الغرض من النجاح هو جمع أكبر قدر من الأرباح , ونجاح اسمك في أكثر من مجال .
فقال ماهر :- أنا أحب مجال البرمجة وأرى نفسي فيه , ويجب أن أجعل تركيزي مُنصباً عليه .
فقال مصطفى :- ولماذا لا تجعل تركيزك على كل أعمالك , إذا فعلت فستنجح جميع مشاريعك .
قال ماهر :- قد أنجح في كل المجالات التي سأدخل بها , كما أنت فعلت ونجحت , لكنك لن تكون مُبدعاً أو متفوقاً في أي شيئ .
قال مصطفى :- كيف تعترف بأنَّني ناجحاً في كافة المجالات ثم تقول أنني لن أتفوق ولن أكون مُبدعاً ؟!!!
كلامك يا ماهر غير صحيح , وأنت تتلاعب بنفسك كي تُصدق ماتقول .
قال ماهر :-النجاح إذا كان 100% فسوف تتوزع نسب النجاح على مشاريعك , فإذاكان لديك خمس مشاريع , فستكون نسبة نجاح كل مشروع هي 20 % فقط .
أمَّا أنا فسأعمل على تركيز وجهتي وأفكاري ومجهودي على هدف واحد فقط , وسوف ينجح وسيتفوق مشروعي .
أمَّا أنت يا مصطفى ستظل مُستقراً في محور نجاحك البسيط , أمَّا أنا فسأجعل شركتي من أكبر الشركات , وربما أُصبح بها من كبار رجال الأعمال , حينها يمكنني الإستثمار , وسيكون لدي المال الكافي لأُنشئ إدارة تدير هذه الإستثمارات .
وأمَّا أنا فسأواصل تركيزي على مجال واحد .
يا مصطفى :- إنَّ الناجحين العظماء هم الذين ركزو أعمالهم وأفكارهم نحو هدفٍ واحد , وعظمتهم جاءت من نجاحهم في هذا المجال .
الإقرار بصحة كلامه
قال مصطفى :- رُغم كونك الأصغر مني سناً , إلَّا أنَّ كلامك أراه صحيحاً ….
ولكن الوقت ضاع مني , فأنا ماذا أفعل وقد تقدمت في أكثر من مجال ؟!!!
قال ماهر :- لم يضع وقتك هباءاً يا مصطفى .
قال مصطفى :- كيف أفعل في المشاريع التي أعمل بها ؟!!
قال ماهر :- إختر مجالاً ترى نفسك فيه ناجحاً أفضل , وترى أنَّك سوف تُحقق من خلاله الإنجازات الكبيرة , ولا يُشترط أن يكون مشروعاً كبيراً , ولا تنظر لأي المشاريع أكثرها ربحاً , فنجاحك في مشروع بسيط هو من سيُحدد أرباحك .
قال مصطفى :- ماقصدك من أنَّ نجاحي هو من سيحدد أرباحي ؟!!!
قال ماهر :- تفوق في مجال ولو بسيط , واجتهد فيه بحب وبنشاط , وسوف تجعله كبيراً بإصرارك على نجاحه .
قال مصطفى :- الآن فهمت حديثك , ولكنَّني أرى نفسي أكثر في تجارة الأسمنت , رغم أن تشطيب الشقق يالمقاولة مُربح أكثر , حتى السوبر ماركت
قال ماهر :- إذاً وظِّف من يعملون تحت إشرافك في مشاريعك , واجعل مقرك الرئيسي في محل الأسمنت , وضع لنفسك أهدافاً عالية لهذا المشروع , واجعل كل مشاريعك تخدم محل الأسمنت مادياً حتى تُصبح شركة كبيرة .
وقد يكون لك فيما بعد أسهماً في كبار مصانع الأسمنت , وقد تصبح شريكاً بأحدها , وقد تصبح في قابل الأيام مالكاً لإحدى مصانع الأسمنت .
يا مصطفى :- إختر مجالاً وتفوق فيه , واجعل طوحاتك فيه أعلى من النجوم .
انس النجار
تابعونا في العديد من المقالات والقصص الملهمة للنجاح في مدونة إستيقظ