كيف تتحكم في أفكارك
كيف تتحكم في أفكارك

 هل أنت من الأشخاص الذين لا يتحكمون في أفكارهم  ؟!!

هناك أشخاص يُعانون ويفرحون في نفس الوقت من أن عقولهم تعمل باستمرار .

بمعنى أنهم يُعانون من فرط الأفكار الواردة عليهم دون وعي , وهذه الأفكار قد تجعلهم أشخاص غير إجتماعيين أو يُعانون من الإكتئاب  .

والذي يُسعدهم في هذا الأمر أنهم بذلك أذكياء ولكن ……

عندما تحتاج لأفكارك

عند مواجهة موقف يحتاج إلى تفكير حقيقي فإنهم يُصبحون عاجزين تماماً عن إستخراج أي أفكار تُعينهم في موقفهم هذا  .

وهنا يبدأ بعض منهم وقد تكون أحدَهُم عزيزي القارئ , لذا سأتحدث إليك مباشرة .

هنا قد تبدأ في حل لهذه المشكلة , وقد تكون البداية في قراءة أو مشاهدة برامج تدريبية عن التواصل مع الأفكار أو الثقة بالنفس  .

باعتبار أن المشكلة تكمُن في ثقتك بنفسك أو عدم مهارة إستخدام أفكارك  .

وقبل أن أوضح لك ما إذا كان تصرفك صحيحاً أم خطأ , أريد أن أوجه لك سؤالاً  ….

كيف سيكون وضعك إذا كنت تُعاني من ألم في جنبك وذهبت للطبيب وشَخَّصَ حالتك بأنك تُعاني من جرثومة في معدتك , ووصف لك الأدوية المُناسبة لهذه الجرثومة , لكن في حقيقة الأمر أن الطبيب أخطأ في تشخيصك , والحقيقة أن لديك حصى في الكلى .

كيف ستكون حالتك إذا واظبت على أدوية المعدة , مع تناول المُسكنات عندما يزداد الألم   ؟!!

نعم أنت صحيح فإن مشكلتك الصحية بكليتك ستكون كارثية بعد فترة , لأن حالتك ستدهور , رُغم أنك تتناول أدوية  .

هذا بالضبط مافعلته بنفسك تماماً .

إعتقدت أن لديك مُشكلة في كيفية إستخراج أفكارك , لذا توجهت لعلاج المُشكلة .

وبنفس مشكلة الألم في الجنب  , أيضاً تم تشخيصك خطأ , وستكون النتائج كارثية فيما بعد  .

أفكارك هذه غير صحيحة

لا تنزعج من كلامي الذي سأقوله لك الآن , عزيزي القارئ أنت ( لا تملك الأفكار أصلاً حتى تُخرجها  ) 

نعم لقد قرأت كلامي صحيحاً , أنت لا تُفكر أصلاً , بل هذا يُدْعىَ تواتُرْ أفكار من العقل الباطن , وهو مانُسميه (سرحان ) أو الغفلة , أو أحلام اليقظة , أو التخيل  .

وهذه كلها أمور طبيعية .

ولكن بحدود معينة ,  إذا زادت أصبحت نتائجها عكسية على دماغك , والتخيلات من أهم ملكات الإبداع عند الكثير من العظماء  .

فالكثير من إختراعات العلماء بدأت بتخيل أو حلم يقظة , لكنهم لم يعيشو طويلاً في هذا الحلم , بل إكتفو برؤية إختراعاتهم في أحلام اليقِظة وتخيلاتهم , ثم بدأو يُفكرون عملياً في تنفيذ هذه الأحلام , ويقرؤون ويبحثون ويفكرون .

أما البعض عزيزي القارئ (وأرجو أن لا تكون منهم ) فالأمر مختلف .

فالبعض يتخيل نجاحات وهمية حققها في مُخيلته فقط , وهذا هروب من واقع فشله المرير , فبدلاً من التفكير بدقة عن تغيير واقعه للأفضل ,فإنه يتهرب بأفكار يعيش بداخلها , ويتوهم بأنه صاحب إنجاز كبير , وهو لم يفعل شيئاً  , وهؤلاء يرفضون الإعتراف بفشلهم , فكيف من وجهة نظرهم فاشلون وهم ناجحون ومُبدعون ( في صندوق أوهامهم فقط ) 

كما أن هُناك أمر آخر أُريد إخبارك به .

الفرق بين الأفكار وتواتر الأفكار

التفكير المنطقي ليس مُريحاً بعكس تواتر الأفكار , فتواتر الأفكار ليس لك عليها إرادة , فهي أفكار عديدة تأتي على دماغك بازدحام , فقد تأتيك في الدقيقة الواحدة أكثر من عشرة أفكار مختلفة عن بعضها البعض , وهي تأتي إليك بأريحية  .

أما التخيل البَنَّاء والذي يُعد أحد أسلحة العلماء في إختراعاتهم فإنه يكون على وتيرة واحدة وبتوجيه منك أنت فقط ( وهنا أُنوه أن ليس العلماء فقط من يستخدمون التخيل البَنَّاء , بل المفكرين والناجحين في الحياة بصفة عامة , ويمكن أن تكون منهم )

بمعنى أن لديك شيئ تريد تحقيقه , فتتخيل وتصب تخيلاتك عليه , وذلك بخلاف تواتر الأفكار  التي تأتيك بالعشرات في دقيقة واحدة  .

وبعد مرحلة التخيل تبدأ مرحلة التنفيذ بالتفكير المنطقي والبحث والقراءة  .

إذا عليك أن تتعلم أولاً كيف تتحكم في أفكارك , ثم كيف توجهها توجيهاً منطقياً , وحاول أن تُقلل تواتر الأفكار عليك , لكن لا تحاربها , لأنك إن بدأت الحرب ضدها فسوف تخسر .

لكن عليك بالتقليل منها شيئاً فشيئا  .

فتواتر الأفكار قد يكون له فائدة إذا وجهتها جيداً وانتفعت بها , فقد تأتيك خاطرة تكون سبب نجاحاتك وتفوقك  , أو حل لمشكلة ما , فلا تحاربها وإنما قللها ووجهها .

فأما التوجيه فهو إستغلال خاطرة منهم وتطويرها , ولك المثال على أعظم أمثلة توجيه الخواطر , حين سقطت تفاحة على الأرض , فألهمت نيوتن نظرية الجاذبية الشهيرة  .

وأما تقليلها فعن طريق إشغال عقلك بحل لأمور معقدة أو مسائل رياضية أو لعب الشطرنج أو قراءة الكتب  .

أما أن تسعى لإيقاف عقلك عن العمل فهو كارثة  , فالأمر يعتمد على توجيهك أنت  .

فشخصين كل منهما لديه جهاز كمبيوتر  ….

أحدهما يستغله لمشاهدة الأفلام واستماع الأغاني  , والآخر يستغله لمشاهدة دورات تعليمية وقراءة كتب , فالأمر يعود لديك .

الخلاصة

عقل الإنسان الطبيعي لا يتوقف عن التفكير أبداً , وهذا مايميز الإنسان عن الحيوانات , كما أن العقل والتفكير هما ما يقوم على أساسهما الحساب يوم القيامة , فمن لا يملك عقله وتفكيره فهو غير مُكلف في الإسلام ولا إثم عليه  .

وقد أثبتت إحدى الأبحاث بجامعة مينسوتا بأن الإنسان الطبيعي يُفكر في الدقيقة الواحدة حوالي أربع أفكار مُختلفة وهذا بالمتوسط , تزيد عند البعض إلى أكثر من 10 أفكار 

وإذا تحدثنا بالمتوسط فهذى يعني أن الإنسان يفكر حول 4000 فكرة في اليوم الواحد  .

حيث أن أكثر من 75 % من حياتنا نقضيها في الأفكار .

وهذه طاقة جبارة مُهدرة , عليك أن تستغلها من الآن لصالحك  .

انس النجار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!