هل أنت ناجح ؟
هل أنت ناجح ؟

 هل سألت نفسك يوماً إن كنت ناجحاً أم لا ؟ !!!

إن كنت قد سألت نفسك هذا السؤال من قبل , فدعني أنا من أسالك هذا السؤال ….

ماهو النجاح من وجهة نظرك ؟ !!!

إن أجبت على هذا السؤال , فأكمل قراءة المقال للتأكد من إجابتك , والتأكد إن كنت مُصيباً أم مُخطئاً .

 وإن كنت مُصيباً فهل كنت تعرف كل ماتم ذكره في هذا المقال أم أنَّك تفاجأت بأمورٍ كنت تغفل عنها من قبل ؟ !!!

أمَّا إن كان لديك حب الإستطلاع والإكتشاف والمعرفة فأنصحك بقراءة المقال للنهاية .

وإن كنت لا تعرف الإجابة وامتلكت الشجاعة للإعتراف بهذه الحقيقة , فإنَّ هذا المقال سيُعينك كثيراً  .

فالنجاح عزيزي القارئ ليس قانوناً تم وضعه على أيدي نُخبة من الناجحين , وليس له مقياس محدد يمكنك الإعتماد عليه .

فالنجاح هو مفهوم عام عن التقدُّم للأمام في أي مجال من مجالات الحياة .

استيقظ
استيقظ

ويجب أن تعلم أنَّ مفهوم النجاح يختلف تماماً من شخص لآخر , فالبشر جميعاً لا يشملهم مفهوم موحد عن النجاح , بل كل إنسان يختلف تحقيق نجاحه عن أي إنسان آخر .

وهو ليس حِكراً على فئة من الناس دون الآخرين , فهو للجميع , مهما اختلف الجنس أو العمر أو الوطن أو الدين .

النجاح للأطفال

فالطفل على سبيل المثال , بعد الستة أشهر يستطيع أن يحبو على يديه وقدميه , وهذا يعتبر نجاح بالنسبة له , وإنجاز يحتفل به الأبوين .

استيقظ

ثُمَّ بعد عدة أشهر يستطيع أن يخطو أولى الخطوات في حياته , وتكون السعادة شديدة عند الأبوين , رُغم أنَّ لديهم ابن أو بنت في المرحلة الإبتدائية , ولكنَّهم لا يحتفلون بالإبن أو البنت في المرحلة الإبتدائية عندما يقومون بكتابة واجباتهم المدرسية .

فالإختلاف هنا في طبيعة السن , ففي مرحلة الطفل في عامه الأول يعتبر إجتيازه المشي نجاحاً كبيراً , وفي المقابل أخوه أو أخته في المرحلة الإبتدائية لا ينالون هذا الإحتفال عندما يركضون على أقدامهم , أو يُنجزون واجباتهم المدرسية .

ثمَّ يكبر الطفل ذو العام الواحد ويكون مُطالباً بتحقيق نجاحات أخرى , ويدخل ضمن قائمة أخوته الأكبر في المطالبة بنجاحات أكبر , كإجادة الكتابة والقراءة , ثم إجادة إنجاز الواجبات المدرسية , ثم النجاح آخر العام  ….

وهكذا تتغير متطلبات النجاح مع التقدم في العمر أو التقدم في نجاح ما .

لأنَّ التوقيت والعمر هنا هما المقياس في حقيقة النجاح من عدمه .

مقياس النجاح التعليمي

ثلاثة من الأصدقاء في الثانوية العامة

استيقظ

في نهاية العام حقَق أحدهما النجاح بدرجات مرتفعة أهلَّتهُ للدخول لكلية الطب , بالطبع هذا نجاح كبير بالنسبة له , والأبوين سيحتفلون بهذه المناسبة بكل تأكيد .

وأمَّا الثاني فقد حقق النجاح , ولكن بدرجات متوسطة ألحقته بكلية متواضعة , هذا الشاب حقق النجاح , لكنَّه لا يحتفل كصديقه الأول , وأهله أيضاً لم يحتفلو , رُغم أنَّه حقق النجاح .

وأمَّا الثالث فقد رسب في مادتين , وهذا بالقطع يُعَد فشلاً , وبالطبع الأبوين تملكتهما مشاعر الحزن والإكتئاب , وسوف يُؤدي إختبار الدور الثاني لتحديد مصيره في كونه هل سيُعيد هذه السنة الدراسية من جديد , أم سينجح في الدور الثاني ليلتحق بالمرحلة الجامعية .

وبعد أدائه إختبار الدور الثاني , ينجح وينتقل للمرحلة الجامعية , وبذلك حقق النجاح

الأمر العجيب هو أنَّ فرحة الأبوين بنجاحه تفوق فرحة نجاح أبوي الصديق الثاني , لأنَّ نجاحه هذا كان نجاح إنقاذ له من مرحلة مصيرية سيئة جداً .

وفرحة أبويه أشبه بفرحة عودة الإبن من الإختطاف على يد عصابة مجرمة .

تمر أربعة أعوام والصديق الثاني يتخرَّج بتفوق ويتم تعيينه معيداً بالكلية , وصديقه بكلية الطب مازال طالباً جامعياً .

والطالب الثالث لم يستطع الإلتحاق بكلية , ولكنَّه التحق بمعهد وكان يعمل أثناء دراسته , وبعد التخرُّج أصبح لديه مشروعٍ خاص .

تمر عدة أعوام , الطبيب تخرَّج ولديه عيادة خاصة به , والمُعيد أصبح مدرساً بالجامعة , والطالب الفاشل أصبح رجل أعمال .

إذاً من الذي نجح منهم ومن الذي فشل ؟ !!!

الحقيقة أنَّهم جميعاً نجحو , ولكن كل شخص نجاحه ارتبط بظروفٍ محددة .

فالأول نجاحه الأول كان في دخوله كلية الطب

استيقظ

وكان من الممكن أن لا يُحقق النجاح في الكلية , أو يتخرج ولا يكون طبيباً ناجحاً , فهو اختار أن ينجح في الدخول لكلية الطب , ولا يُريد التفوق أو بذل مجهودٍ كبير , لأنَّه بالفعل قد نجح  .

أما الثاني فكان بين الإثنين , بين الفشل والنجاح

استيقظ

ولكنه قرر النجاح ثم التفوق في دراسته الجامعية , لكي يتفوق على نفسه أولاً , ويمحو آثار النتيجة المتوسطة في الثانوية , لذلك تحدَّى نفسه وتفوق في الكلية حتى أصبح مدرساً بها .

أمَّا الثالث فقد أراد أن يُثبت لنفسه وللآخرين أنَّه ناجح وليس فاشل , فكان دائماً جائعاً للنجاح , حتى أصبح رجل أعمال وذو شأن كبير .

استيقظ

لا تقل لي فرق مستوى التعليم فقط هو مقياس النجاح , لقد ذكرت الأمثلة السابقة لكي أثبت لك أنَّ النجاح هو التقدم في الحياة مهما كانت الإمكانيات أو درجة التعليم  .

فإذا كنا جميعاً كمسلمين هدفنا الأعظم هو الجنَّة ورضا ربنا سبحانه وتعالى , فهل دخول الجنَّة يشترط مؤهلات أو جنس محدد أو تعليم محدد ؟

بالطبع لا , فإنِّ الجنة يدخلها المسلم بعمله لا بعلمه ولا بنسَبِه ولا بجنسه ولا بوطنه , تذكر ذلك جيداً  .

لا تنظر للماضي كثيراً

فلا يهم ماضيك , ولا يهم فشلك وإنكساراتك السابقة , النجاح هو أن تتحول للأفضل , أن يكون يومك أفضل من الأمس , والغد أفضل من اليوم .

استيقظ

لاعب كرة قدم سجَّل العديد من الأهداف وأصبح هداف البطولة , لن تكون سعادته كما كانت عندما سجل أول أهدافه مع الفريق , ففي أول هدف له كان يحتفل بنجاح كبير , والآن هو يحتفل بتقدم كبير .

إذا أردت أن تكون رجل أعمال فلا تنظر إلى كبار رجال الأعمال وتقول أين أنا , إنَّ رجل الأعمال هذا يُحقق أرباح سنوية تقدر بالملايين , فأين أنا من هذا الرجل .

إنَّ هذا الرجل كان مثلك , كان يريد أن يصبح رجل أعمال وخطط وبدأ بالتنفيذ , وعندما كان يربح أموالاً بسيطة , لم يفكر مثلك ويقول أين أنا من هذا الرجل , بل كان يقول لقد نجحت في تحقيق ربح هذا الشهر .

وهذا نجاح بالنسبة له , ولكنه طور من أعماله لكي تزداد الأرباح ونجح , ثم طور أكثر وأكثر حتى أصبح رجل أعمال .

فإن كنت تريد النجاح فحدد لنفسك هدفاً وحقق فيه خطوات للأمام , فإنِّ كل خطوة للأمام هي نجاح , وهذا هو مفهوم النجاح .

وإذا حققت النجاح في خطوة ما فعليك أن تجعلها مرحلةوتخطاها , لأنَّ تكرارها لا يُعد نجاحاً .

بل عليك أن تُحقق تقدُّماً جديداً لكي تكون ناجحاً , فالنجاح كما أنَّه تقدُّم للأمام , فإنَّه يجب أن يكون اليوم أفضل من الأمس .

                                                                                        أنس النجار

زوزرو موقعنا لقراءة العديد من المقالات الملهمة للنجاح 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!