ابحث عن الكنز الذي بداخلك
ابحث عن الكنز الذي بداخلك

كان هناك مزارع يمتلك مزرعةأشجار , وكان ويعمل بها بكل جهد ونشاط , وكان لديه خبرة طويلة بمجال الزراعة , وظل في العمل بمزرعته حتى تقدَّم به العمر .

ذات يوم سمع أحد أصدقائه المزارعين يتحدث عن سفر الكثير من الناس من أجل البحث عن الألماس في إحدى الدول الأفريقية .

لَمِعَتْ هذه الفكرة في عقله وانشغل بها كثيراً , وبعد تفكير عميق قرر السفر إلى هذه الدولة من أجل البحث عن الألماس , لعله يفوز ببعضها .

ومن أجل توفير مصاريف وتذاكر السفر , قرر بيع مزرعته كي يستطيع السفر وشراء الآلات المطلوبة لإنجاز مهمته .

ودَّع زوجته وأولاده وترك لهم ما تبقى من نقود البيع كي تُعينهم على مصاريفهم ريثما يعود بالألماس .

لم يعثر على أي قطع ألماس

لم يعثر على أي قطع ألماس
لم يعثر على أي قطع ألماس

مرت بضع سنوات لم يحالفه الحظ فيها بالعثور على أي ألماس , ولم يستطع أن يعود لزوجته وأبنائه , ولم يستطع أن يرسل إليهم أية نقود .

فجميع النقود التي كانت معه من بيع المزرعة تم صرفها بالكامل , وبالكاد كان يجد قوت يومه , وأصبح يائساً محبطاً , مما دفعه هذا اليأس والإحباط إلى الإنتحار .

إستلم مالك المزرعة الجديد بعد عملية البيع هذه الأرض واجتهد فيها كثيراً , وقام بالتخلص من الأعشاب الضارة في الأرص التي أهملها المزارع المسافر .

وقام بزراعتها بأشجار الفاكهة , واذهرت هذه الأشجار وبدأ إنتاجها يزيد , وعندما قام بشراء هذه المزرعة كان قد خصص قطعة صغيرة من أجل بناء إستراحة له .

ومع توسع الإنتاج قرر هدم الإستراحة وبدأ بحرث أرض الإستراحة ليقوم بزراعتها , وفجأة يجد أثناء الحرث شيئاً لا معاً براقاً .

إقترب منه وأمسكه ليكتشف حقيقته وماهيته , وعندها أدرك حقيقته وعلم أنَّ هذه الأرض بها ألماس , وبالفعل إستخرج منها أكثر من قطعة ألماس .

الكنز موجود بداخلك

الكنز موجود بداخلك
الكنز موجود بداخلك

هذه القصة هي قصة خيالية , ولكنَّها تحمل معنى عميق جداً ……

وهو أنَّ أغلبنا لا يقدر قيمة مانملكه جيداً , فالكثير منَّا يمتلك كنوزاً في ذاته , لكنَّنا لا نُتعب أنفسنا بالبحث عنه , ونكتفي بخلق أعذار وأوهام لكي نُريح بها أنفسنا .

فكل إنسان خلقه الله تعالى بمواهب ومزايا تختلف عن الآخرين , الناجحين هم من يفهمون هذه الحقيقة ويطبقونها على أنفسهم .

يطبقونها حنى ولو لم يقصدو ذلك , فهم لا يشغلون أنفسهم بأمور كثيرة , بل يشغلون أنفسهم بما اكتشفوه من مواهب ومزايا بداخلهم .

ثمَّ يقومون باستغلالها أفضل استغلال لكي يحققو بها النجاح في حياتهم , ويحققو أهدافهم .

وللأسف الشديد يقع الكثير في فخ البحث في كنوز الآخرين ويتركون الكنوز التي بداخلهم .

فأنت عزيزي القارئ عندما تريد أن تسير على خُطى أحد الناجحين , عليك أن تعلم جيداً بأنَّك ترتكب خطأً فادحاً في حق نفسك , لأنَّ ما يصلح لغيرك لا يصلح لك .

فإذا نال إعجابك شخص يصنع فيديدهات تعليمية مثلاً , وأنت تمتلك القدرات التعليمية والفكرية التي يمتلكها , فهذا لا يعني أن تكون أنت أيضاً صانعاً لمحتوى مرئي .

فقد تكون مقدرتك وموهبتك الكتابية أفضل بكثير , فتكون النتيجة إذا سرت على درب صانع المحتوى , أن تخسر نجاحاً عظيما قد تحققه في مجال الكتابة والتدوين .

وقد يكون لك شأن أعظم من شأن صانع المحتوى , ما عليك إلَّا أن تبحث في ذاتك أنت وتترك البحث عن كنوز الآخرين .

كيف تكتشف الكنز الذي بداخلك

كيف تكتشف الكنز الذي بداخلك
كيف تكتشف الكنز الذي بداخلك

إذا لم يكن لك شأنٌ أو نجاح ملموس في حياتك , فاجلس مع نفسك يومياً وراجع ماضيك بمنتهى الحيادية واكتشف أقوى ما تتميز به في حياتك .

ستكتشف أنَّ هناك أموراً محددة أنت متفوقٌ فيها , وتُنجز فيها أكثر من غيرها , وعندها عليك أن تُمسك بهذه النقاط وتدرس نشأتها لديك , وكيف تعاملت معها في الماضي , وكيف تطورها .

هكذا يُصنع النجاح , فالنجاح موجود بداخلنا جميعاً , لكن عليك أن تبحث عنه لتتعرف على الطريق الذي ستبدأ منه .

فجميعنا قد خلقنا الله تعالى بعقل حاد الذكاء , لكن البيئة والتعليم والمجتمع لهم عوامل في تنميته أو إهماله .

وحتى لو كانت كل العناصر ضدك فبعد بلوغك تستطيع أن تقرر مصيرك وتحدد نقاط قوتك لتنطلق بها لخلق مسيرة نجاح عظيمة .

فلا تستسلم للظروف من حولك , ولا للبيئة التي ترعرعت فيها , فعليك أن تكون قوياً فكرياً ونفسياً من أجل أن تعلم ماهي الثقافات البيئية والمجتمعية التي تنفعك فتتمسك بها وتطورها .

وما هي الثقافات البيئية والإجتماعية التي يجب عليك أن لا تجعلها تؤثر فيك , ولا تنجرف لها فكرياً ونفسياً وخُلقياً .

الناجحين تمرَّدو على بيئتهم وظروفهم
الناجحين تمرَّدو على بيئتهم وظروفهم
الناجحين تمرَّدو على بيئتهم وظروفهم

أعظم الناجحين قد ولِدو أو ترعرعو في بيئة ومجتمع لا يؤهلهم للنجاح , لكنَّ إصرارهم وعزيمتهم كانت الدافع الأقوى لهم لتغيير هذا الواقع الذي يعيشونه .

وما ألهمهم الإصرار والعزيمة هو أنَّهم حفرو في ذاتهم واستخرجو منه قطع الألماس والذهب المدفونة بداخلهم , والتي كانت شرارة عظمتهم ونجاحاتهم .

فإنَّ الإمساك بنقاط قوتك وتطويرها وتحقيق إنجاز بها , سوف يخلق لديك رضاء ذاتي وتحفيز قوي جداً لبذل مجهود لتحقيق أكبر قدر من النجاح .

فلا تفعل كالمزارع الذي ترك مزرعته المليئة بالألماس وقام ببيعها من أجل البحث عنه في دولة أخرى .

فبالطبع هذا المزارع خسر كل شيئ , وانت قد تخسر كثيراً إذا لم تنتبه لحقيقة أنَّ بداخلك كنزٌ عظيم يجب أن تُنقب عنه .

لا تسمح للآخرين بأن يسرقو الكنز الذي بداخلك
لا تسمح للآخرين بأن يسرقو الكنز الذي بداخلك
لا تسمح للآخرين بأن يسرقو الكنز الذي بداخلك

إذا لم تجد بنفسك هذا الكنز المدفون في ذاتك , فقد يكتشفه فيك شخصاً آخر ويستغلك أسوأ إستغلال لصالحه .

على سبيل المثال لا الحصر , يوجد شاب عبقري في مجال برمجة الحاسبات , هذا الشاب يبحث عن أفضل وظيفة بأفضل راتب في شركة مرموقة .

وكان سعيه الحقيقي أن يلتحق بشركة محددة من أجل أن يتباهى بالمزايا والراتب العالي التي سيحصل عليها , لكنَّ هناك رجل أعمال اكتشفه وعرف موهبته .

فأسرع على الفور بإغرائه براتب ومزايا عديدة من أجل إقناعه بالعمل في شركته …..

وكانت النتيجة أنَّ هذا الشاب ربح وظيفة مرموقة , ورجل الأعمال زادت أرباحه وتوسَّعت شركته واشتهرت علامته التجارية .

هذه نتيجة أنه سمح لغيره بالبحث عن الكنز الثمين الذي بداخله , ولو أنَّه بحث عن هذا الكنز واستغلَّه لأصبح الآن رجل أعمال ومبرمج مشهور ومن أغنى الأغنياء .

فابحث عن الكنز المدفون بداخلك وأخرجه للحياة , فالكنوز يجب أن يأتي عليها يوم وتُفتح لترى النور والحياة .

تابعونا لقراءة العديد من المقالات الملهمة للنجاح في مدونة استيقظ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!