كان هناك مزارع يمتلك مزرعةأشجار , وكان ويعمل بها بكل جهد ونشاط , وكان لديه خبرة طويلة بمجال الزراعة , وظل في العمل بمزرعته حتى تقدَّم به العمر .
ذات يوم سمع أحد أصدقائه المزارعين يتحدث عن سفر الكثير من الناس من أجل البحث عن الألماس في إحدى الدول الأفريقية .
لَمِعَتْ هذه الفكرة في عقله وانشغل بها كثيراً , وبعد تفكير عميق قرر السفر إلى هذه الدولة من أجل البحث عن الألماس , لعله يفوز ببعضها .
ومن أجل توفير مصاريف وتذاكر السفر , قرر بيع مزرعته كي يستطيع السفر وشراء الآلات المطلوبة لإنجاز مهمته .
ودَّع زوجته وأولاده وترك لهم ما تبقى من نقود البيع كي تُعينهم على مصاريفهم ريثما يعود بالألماس .
لم يعثر على أي قطع ألماس
مرت بضع سنوات لم يحالفه الحظ فيها بالعثور على أي ألماس , ولم يستطع أن يعود لزوجته وأبنائه , ولم يستطع أن يرسل إليهم أية نقود .
فجميع النقود التي كانت معه من بيع المزرعة تم صرفها بالكامل , وبالكاد كان يجد قوت يومه , وأصبح يائساً محبطاً , مما دفعه هذا اليأس والإحباط إلى الإنتحار .
إستلم مالك المزرعة الجديد بعد عملية البيع هذه الأرض واجتهد فيها كثيراً , وقام بالتخلص من الأعشاب الضارة في الأرص التي أهملها المزارع المسافر .
وقام بزراعتها بأشجار الفاكهة , واذهرت هذه الأشجار وبدأ إنتاجها يزيد , وعندما قام بشراء هذه المزرعة كان قد خصص قطعة صغيرة من أجل بناء إستراحة له .
ومع توسع الإنتاج قرر هدم الإستراحة وبدأ بحرث أرض الإستراحة ليقوم بزراعتها , وفجأة يجد أثناء الحرث شيئاً لا معاً براقاً .
إقترب منه وأمسكه ليكتشف حقيقته وماهيته , وعندها أدرك حقيقته وعلم أنَّ هذه الأرض بها ألماس , وبالفعل إستخرج منها أكثر من قطعة ألماس .
الكنز موجود بداخلك
هذه القصة هي قصة خيالية , ولكنَّها تحمل معنى عميق جداً ……
وهو أنَّ أغلبنا لا يقدر قيمة مانملكه جيداً , فالكثير منَّا يمتلك كنوزاً في ذاته , لكنَّنا لا نُتعب أنفسنا بالبحث عنه , ونكتفي بخلق أعذار وأوهام لكي نُريح بها أنفسنا .
فكل إنسان خلقه الله تعالى بمواهب ومزايا تختلف عن الآخرين , الناجحين هم من يفهمون هذه الحقيقة ويطبقونها على أنفسهم .
يطبقونها حنى ولو لم يقصدو ذلك , فهم لا يشغلون أنفسهم بأمور كثيرة , بل يشغلون أنفسهم بما اكتشفوه من مواهب ومزايا بداخلهم .
ثمَّ يقومون باستغلالها أفضل استغلال لكي يحققو بها النجاح في حياتهم , ويحققو أهدافهم .
وللأسف الشديد يقع الكثير في فخ البحث في كنوز الآخرين ويتركون الكنوز التي بداخلهم .
فأنت عزيزي القارئ عندما تريد أن تسير على خُطى أحد الناجحين , عليك أن تعلم جيداً بأنَّك ترتكب خطأً فادحاً في حق نفسك , لأنَّ ما يصلح لغيرك لا يصلح لك .
فإذا نال إعجابك شخص يصنع فيديدهات تعليمية مثلاً , وأنت تمتلك القدرات التعليمية والفكرية التي يمتلكها , فهذا لا يعني أن تكون أنت أيضاً صانعاً لمحتوى مرئي .
فقد تكون مقدرتك وموهبتك الكتابية أفضل بكثير , فتكون النتيجة إذا سرت على درب صانع المحتوى , أن تخسر نجاحاً عظيما قد تحققه في مجال الكتابة والتدوين .
وقد يكون لك شأن أعظم من شأن صانع المحتوى , ما عليك إلَّا أن تبحث في ذاتك أنت وتترك البحث عن كنوز الآخرين .
كيف تكتشف الكنز الذي بداخلك
إذا لم يكن لك شأنٌ أو نجاح ملموس في حياتك , فاجلس مع نفسك يومياً وراجع ماضيك بمنتهى الحيادية واكتشف أقوى ما تتميز به في حياتك .
- كيفية توجيه العقل نحو النجاح
- خمسة أشياء تطرد السعادة من حياتك
- صناعة العبقرية والنجاح المتميز
- ابحث عن الكنز الذي بداخلك
- أسرار النوم للصحة النفسية والعقلية والجسدية
ستكتشف أنَّ هناك أموراً محددة أنت متفوقٌ فيها , وتُنجز فيها أكثر من غيرها , وعندها عليك أن تُمسك بهذه النقاط وتدرس نشأتها لديك , وكيف تعاملت معها في الماضي , وكيف تطورها .
هكذا يُصنع النجاح , فالنجاح موجود بداخلنا جميعاً , لكن عليك أن تبحث عنه لتتعرف على الطريق الذي ستبدأ منه .
فجميعنا قد خلقنا الله تعالى بعقل حاد الذكاء , لكن البيئة والتعليم والمجتمع لهم عوامل في تنميته أو إهماله .
وحتى لو كانت كل العناصر ضدك فبعد بلوغك تستطيع أن تقرر مصيرك وتحدد نقاط قوتك لتنطلق بها لخلق مسيرة نجاح عظيمة .
فلا تستسلم للظروف من حولك , ولا للبيئة التي ترعرعت فيها , فعليك أن تكون قوياً فكرياً ونفسياً من أجل أن تعلم ماهي الثقافات البيئية والمجتمعية التي تنفعك فتتمسك بها وتطورها .
وما هي الثقافات البيئية والإجتماعية التي يجب عليك أن لا تجعلها تؤثر فيك , ولا تنجرف لها فكرياً ونفسياً وخُلقياً .
الناجحين تمرَّدو على بيئتهم وظروفهم
أعظم الناجحين قد ولِدو أو ترعرعو في بيئة ومجتمع لا يؤهلهم للنجاح , لكنَّ إصرارهم وعزيمتهم كانت الدافع الأقوى لهم لتغيير هذا الواقع الذي يعيشونه .
وما ألهمهم الإصرار والعزيمة هو أنَّهم حفرو في ذاتهم واستخرجو منه قطع الألماس والذهب المدفونة بداخلهم , والتي كانت شرارة عظمتهم ونجاحاتهم .
فإنَّ الإمساك بنقاط قوتك وتطويرها وتحقيق إنجاز بها , سوف يخلق لديك رضاء ذاتي وتحفيز قوي جداً لبذل مجهود لتحقيق أكبر قدر من النجاح .
فلا تفعل كالمزارع الذي ترك مزرعته المليئة بالألماس وقام ببيعها من أجل البحث عنه في دولة أخرى .
فبالطبع هذا المزارع خسر كل شيئ , وانت قد تخسر كثيراً إذا لم تنتبه لحقيقة أنَّ بداخلك كنزٌ عظيم يجب أن تُنقب عنه .
لا تسمح للآخرين بأن يسرقو الكنز الذي بداخلك
إذا لم تجد بنفسك هذا الكنز المدفون في ذاتك , فقد يكتشفه فيك شخصاً آخر ويستغلك أسوأ إستغلال لصالحه .
على سبيل المثال لا الحصر , يوجد شاب عبقري في مجال برمجة الحاسبات , هذا الشاب يبحث عن أفضل وظيفة بأفضل راتب في شركة مرموقة .
وكان سعيه الحقيقي أن يلتحق بشركة محددة من أجل أن يتباهى بالمزايا والراتب العالي التي سيحصل عليها , لكنَّ هناك رجل أعمال اكتشفه وعرف موهبته .
فأسرع على الفور بإغرائه براتب ومزايا عديدة من أجل إقناعه بالعمل في شركته …..
وكانت النتيجة أنَّ هذا الشاب ربح وظيفة مرموقة , ورجل الأعمال زادت أرباحه وتوسَّعت شركته واشتهرت علامته التجارية .
هذه نتيجة أنه سمح لغيره بالبحث عن الكنز الثمين الذي بداخله , ولو أنَّه بحث عن هذا الكنز واستغلَّه لأصبح الآن رجل أعمال ومبرمج مشهور ومن أغنى الأغنياء .
فابحث عن الكنز المدفون بداخلك وأخرجه للحياة , فالكنوز يجب أن يأتي عليها يوم وتُفتح لترى النور والحياة .
تابعونا لقراءة العديد من المقالات الملهمة للنجاح في مدونة استيقظ