اللامبالاة من أسرار النجاح
اللامبالاة من أسرار النجاح


أحياناً يكون الإهتمام الشديد بأمر ما هو العقبة أو الحاجز المنيع الذي يمنعك من تحقيق النجاح فيه

كثير من الأشخاص يحبون التدقيق في كافة أمور وشؤون حياتهم ، و يهتمون كثيراً بأدق التفاصيل .
وهناك من لا يهتم بكافة التفاصيل ويكتفي بمعرفة أساسيات الموضوع ويتصرفون بناءاً عليها .
أي من هذين الفريقين هو الصواب ؟
وأي من هذين الفريقين أنت تتصرف مثلهم ؟
في هذا المقال سنتحدث عن المبالاة بكافة التفاصيل ، و اللامبالاة بكافة التفاصيل .
وذلك للوقوف على فهم كيفية التصرف في حياتنا اليومية ، سواء الحياة الأسرية ، أو العملية ، أو الإجتماعية ، أو غيرها الكثير ….
أحيانًا يكون الإهتمام الشديد بأمر ما هو العقبة أو الحاجز المنيع الذي يمنعك من تحقيق النجاح فيه .
فمثلاً إن واجهتك مشكلة ما ، فإنَّ الإفراط في التفكير في هذه المشكلة قد يجعل المشكلة تتفاقم أكثر .
دعني أوضح لك أكثر حول هذه النقطة…….

مقابلة عمل

مقابلة عمل
مقابلة عمل


لديك مقابلة عمل هامة جداً ، وبناءاً على هذه المقابلة سيتم تحديد مسار حياتك الوظيفية ، وأنت بحاجة شديدة إلى هذه الوظيفة .
ستقوم بالتدريب على كيفية إجراء هذه المقابلة ، وسوف تقوم بمذاكرة بعض الأساسيات التي ستحتاجها في هذه الوظيفة .
فمثلا لو كنت محاسباً وتتقدَّم لوظيفة محاسبية ، فبديهياً سوف تراجع معلوماتك المحاسبية قبل إجراء هذه المقابلة .
وبالإضافة إلى التدريبات السابقة لديك تدريب هام جداً ، فقد تكون من الأشخاص الذين يعانون من التوتر الشديد أثناء إجراء أي مقابلة .
وبالطبع ستتعرَّض إلى القليل من التوتر إن كنت تريد هذه الوظيفة بكل صدق .


فالتوتر البسيط هو من العوامل التي تدفعك للنجاح ، لكنَّ الإفراط في التوتر يؤدي إلى نتائج عكسية .


وبعد التدريبات والمراجعات التي تجريها تذهب للمقابلة ، ولا تستطيع تجاوزها أو الرد على جميع الأسئلة التي يتم توجيهها إليك .
فبرغم التدريب والمذاكرة ، فإنَّ المعلومات تتسرَّب من عقلك وتتوتر ولا تستطيع أن تنجح في إجراء هذه المقابلة بنجاح .
وفي المقابل تجد شخص يدخل إلى هذه المقابلة وهو غير مبالي بها تماماً ، وتجده يتجاوز هذه المقابلة بنجاح رغم أنَّك أفضل منه في كل شيئ .
هذا المثال هو شبيه لجميع المواقف التي قد تتعرَّض لها في حياتك .
ولكن ماهو السر في الإخفاق في المقابلة ؟!
السر يكمن في المبالاة والإهتمام المبالغ فيه .
ففي بعض الأوقات نحتاج إلى بعض الإهمال من أجل النجاح والتقدُّم في الحياة

اللامبالاة وحل المشاكل

 اللامبالاة وحل المشاكل
اللامبالاة وحل المشاكل


الحياة تحتاج إلى تخطيط محكم وبذل مجهود لتنفيذ هذه المخططات ، وذلك لتحقيق أهدافك ، وهذا أمر لا نقاش في أهميته .
لكن الإفراط في هذه الأمور قد تجلب لك نتائج عكسية تماماً .
فإشغال العقل بحل المشكلة بشكل مبالغ فيه يجعل عقلك الباطن يقوم بالتركيز على المشكلة وإهمال حلها .
فلو كان تركيزك كله على حل مشكلة التوتر ، فإنَّ عقلك الباطن سيستجيب لما تفكر فيه ، وما تفكر فيه هو التوتر .
فعندها تقوم بشحن عقلك الباطن بفكرة التوتر ، والأصح هو أن تشغل عقلك بالنتيجة النهائية وهي النجاح ، لاتفكر فيما إن كنت متوتراً أم لا .
كمن يقول لنفسه يجب أن لا أخاف من المرتفعات ، وفي الحقيقة يعطي عقله المساحة الكافية للتفكير في الخوف من المرتفعات .
مما يجعله يزداد خوفاً من المرتفعات ، لأنَّ عقله يأخذ الكلمات والأفكار ويعمل عليها .
فالأصح أن لا يفكر في الصعود أثناء المرتفعات ، وأن يشغل عقله بأفكار مختلفة عن المرتفعات .
كأن يشغل عقله بجمال المنظر في القمة ، وذلك لينشغل بجمال الهدف النهائي ، مما يحفزه على الصعود رغم اي شيئ .
وهذا ما حدث مع الشاب المتقدِّم للوظيفة …..
فتفكيره في إمكانية عدم الموافقة عليه هو ما أدىٰ به في النهاية إلى رفضه بالفعل .
بالطبع يجب أن نُسلم بقضاء الله وقدره ، وأنَّ الله تعالىٰ إن شاء لنا هذه الوظيفة فسوف يُسخِّر لنا الكون كله من أجل أن ننالها .
وإن كانت مشيئته سبحانه وتعالىٰ عدم الإلتحاق في هذه الوظيفة ، فلن تنالها ولو كنت ابن صاحب هذه الشركة ، هذه نقطة يجب أن تكون مُيقناً بها تماماً .
نحن نتحدث عن السعي في هذه الحياة كما أمرنا الله تعالىٰ بقدر إستطاعتنا .
والسعي هو أن نفعل كل ما علينا ، عسىٰ سعينا مع الدعاء لله تعالىٰ أن يغيَّر أقدارنا بإرادته سبحانه وتعالىٰ .
فإن كنت مثل هذا الشاب المُقبل على مقابلة عمل ، فقم بالتدريب قدر استطاعتك ، وقم بمراجعة معلوماتك سواء كانت محاسبية أم غيرها…….

العقل الباطن وحل المشاكل

العقل الباطن وحل المشاكل
العقل الباطن وحل المشاكل


لكن لا تفكر كثيراً بالعواقب والتصورات حول هذه المقابلة .
لأنَّ التفكير المبالغ في عكس ماتتمناه يحدث بالفعل .
بمعنىٰ أنَّك تتمنىٰ عدم الرفض أو عدم الرسوب في هذه المقابلة ، والعقل الباطن لا يجيد فهم النوايا من الألفاظ .
فالعقل الباطن يلتقط كلمة وفكرة الرفض ثمَّ يتعامل معها علىٰ أنَّها أمر مباشر له ، وعليه أن يقوم بتنفيذها من خلال إنتاج الأفكار والظروف لتنفيذها .
مما ينتج عنه نسيان للمعلومات ، هذا النسيان ناتج عن حجب العقل الباطن لها ، حتى لا يتمكن العقل الواعي ( المسؤول عن الأفكار وكيفية إخراج المعلومات ) من إخراجها .
أو يعطي إشارات للأعصاب بالتوتر ، مما ينتج عنه مزيد من القلق والخوف الذي يؤدي إلىٰ فقدان الثقة بالنفس .
وإذا فقدت ثقتك بنفسك في المقابلة ولاحظ المشرف على هذه المقابلة عدم ثقتك بنفسك ، فسوف تكون النتيجة سلبية عليك .
لذا عليك أن تتعلَّم كيفية عدم اللامبالاة ، وليس هذا معناه أن تترك السعي المطلوب منك .
بل عليك أن تسعىٰ بكل طاقتك وإمكانياتك وما هو متاح لك ، ثمَّ لا تبالغ بالتفكير في النتائج ، وهذا هو مفهوم أن تتوكل على الله تعالى
فالتوكل على الله يكون بالسعي ، والنتائج من الله ، أي تفعل ما يتوجب عليك فعله وتترك النتائج لإرادة الله تعالى ومشيئته .
ولكن إحذر من اللامبالاة المفرطة ، فعندما تواجهك مشكلة ما فلا تتعامل معها بلامبالاة وتتركها متعللاً بأنَّ الله لن يجر عليك شراً


إن كانت نظرتك هذه سليمة فما حاجة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) للحروب والغزوات التي قادها بنفسه الكريمة .
وما حاجته هو والخلفاء الراشدين وجميع الصحابة إلىٰ جهاد المشركين بالنفس وبالكلمة وبالفكر وبالعلم لكي ينشرون راية الإسلام في كل مكان ولكل زمان .
لاتفهم اللامبالاة بطريقة خاطئة ، فإهمال اي مشكلة أو إهمال أي واجب عليك القيام به سوف يتراكم عليك بالكثير من المشاكل .
وسوف يجعل حياتك كارثية بكل جوانبها النفسية والإجتماعية والعملية وغيرها ……

مفهوم اللامبالاة
مفهوم اللامبالاة
مفهوم اللامبالاة


اللامبالاة هي أن تفعل ماهو مطلوب منك وأكثر ، ثُمَّ لا تفكر في المشكلة التي تقوم بحلها أو الواجبات التي تقوم بها .


عليك فقط أن تفكر في النتيجة النهائية من هذا السعي ، كأن تكون النتيجة التي تريدها هي النجاح في مقابلة العمل كما ذكرنا في المثال السابق .
وعليك أن لا تفكر كثيراً في النتيجة ، أي لا تفكر كثيراً في النجاح في هذه المقابلة .
لأنَّ التفكير والتصور المبالغ في النتيجة قد يدفعك إلىٰ النتيجتين السلبيتين :-
النتيجة الأولىٰ :- ( التواكل ) والتواكل عكس التوكل ، فالتوكل معلوم .


أمَّا التواكل فهو الإعتماد على مالا تملكه ، أو الإعتماد على غيرك في تنفيذ مهامك ، أو الإعتماد على الظروف ، أو الثقة التي تمنعك من الإجتهاد والسعي .


والتواكل الذي أعنيه هنا هو الثقة التي تمنعك من الإجتهاد والسعي ، فالتفكير المفرط في النجاح في المقابلة قد يخلق في عقلك ثقة يقينية بأنَّك ناجح بلا شك .
وهذه الثقة ستدفعك إلىٰ الإهمال في التدريب أو الإهمال في المراجعة المحاسبية وغيرها .
مما يدفعك في النهاية للفشل في هذه المقابلة بسبب الإفراط في التفكير بأنَّك ستنجح في هذه المقابلة .
النتيجة الثانية :- التوتر الناتج عن الضغط النفسي الذي قمت بإحضاره عن طريق الإفراط في النتيجة .
فقد يكون التفكير في النجاح في المقابلة سبباً في خلق المزيد من التوتر بسبب تعدد المهام التي تراها واجب عليك إتمامها .
لأنَّك ستجد بعض الخلل في أي نقطة تقوم بتقويتها بذاتك ، فعندما تفكر في معالجة هذا الخلل وفي نفس الوقت تفكر في النجاح بإفراط ، فإنَّ ذلك سيدفعك للتوتر الشديد .
والتوتر حالة يتم فيها إنكماش أعصاب الدماغ المسؤولة عن الأفكار والتركيز ، ومن أجل التفكير يجب أن تكون هذه الأعصاب بحالة إسترخاء ومرونة .
فالتوتر يمنع العقل من أداء مهتمته بنجاح .
ولا ننكر التوتر الإيجابي الذي يدفعك إلىٰ بذل المجهود ويحفزك له ، أمَّا التوتر الضار فهو الإفراط فيه .
فالإفراط في أي شيئ هو ما يضر بالإنسان ، فعليك أن تكون معتدلاً ، فلا تبالغ بالإهتمام ، ولا تبالغ في الإهمال .


تابعونا لقراءة العديد من المقالات المُلهمة للنجاح في مدونة استيقظ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!