برمجة العقل
برمجة العقل

برمجة العقل على النجاح هي أن تجلسَ مع نفسك كل يومٍ وتتخيَّل تحقيق أهدافك وأحلامك , وهذا أمرٌ مُحفِّز لك وأنصحك به بشدة .

 كما أنصحك بإبتكار مواقف في خيالك تُعينك على الإستمرار في طريقك …..

ولكن يجب أن أُحذرك بشدة من أن تعيش كثيراً في هذه الأجواء , فهي حدٌ دقيقٌ جداً يفصل مابين قمة النجاح وبين قاع الفشل .

وهذا هو ماسنتحدَّث عنه في هذا المقال ان شاء الله تعالى ………

وحتى أجعل الأمر سهلاً عليك , دعني أُقسِّم المقال إلى عدة أقسام …..

أولاً :- لا تتحدَّث أو تحلم كثيراً بتحقيق هدفك 

لا تتحدث كثيرا عن أهدافك
لا تتحدث كثيرا عن أهدافك

إن تحدَّثت كثيراً عن هدفك دون أن تُنجِزه فإنَّ كثرة الحديث ستُرسل إلى عقلك الباطن إشارات عصبية تُعطيك الشعور بالرضا , وتجعلك تتقبَّل أحاديثك بعقلك الباطن على أنَّها أهدافٌ تم تحقيقها ووجب عليك الإحتفال .

وهذه العملية تتم عن طريق إفراز هرمون الدوبامين Dopamine , وهذا الهرمون له تأثير كبير جداً على تكوين شخصية أي فرد , وعلى برمجة العقل على النجاح  .

ويُطلق عليه هرمون التحفيز والنجاح , لأنَّه هو المسؤول عن تحفيز الإنسان وإمداده بالطاقة والسعادة اللازمة لإكمال الطريق نحو النجاح .

فالعقل الباطن لا يُجيد مَنْطَقَةِ الأمور ( لا يأخذ الأمور بتفكير منطقي ), بل يتلقى الأوامر من الأفعال أو الأحاديث , وهذه يطلق عليها برمجة العقل .

وبتكرار الأحاديث سيتلقى أوامر وإشارات بأنَّ المُهمة قد تم إنجازُها بنجاح .

وسيعمل على إفراز هذا الهرمون ليُشعرك بالرضا والتحفيز من أجل المزيد , وللأسف أنت لم تُحقِق شيئاً , وأيضاً ستكون الكارثة هي التحفيز لجلب المزيد من هذا الإنجاز الوهمي .

وبالطبع هذا الإنجاز الوهمي سيكون المزيد من الأحاديث الفارغة .

ولقد تحدثت عن الأحاديث حول تنفيذ الإنجازات الوهمية , لأنَّ الأحاديث تنطبق أيضاً على الأفكار ….

فهناك من يجلس مع نفسه ويتخيل نفسه وهو قد حققَ هدفه , وهذا جيد ….

أمَّا الكارثة هي أن تحلم أكثر من اللازم حتى تشعر بالرضا من أفكارك , وهذه الأفكار أخطر بكثير من الأحاديث .

فالفاصل دقيقٌ جداً كما ذكرت بين قمة النجاح وقاع الفشل , فإمَّا أن تجعل أفكارك تعمل لصالحك أو تعمل ضدك .

فإذا أردتها تعمل لصالحك فعليك أن تضع الخُطط من أجل تحقيق هدفك , ثُمَّ تُشرِع في تنفيذ هذه الخُطط على أرض الواقع .

فالأفكار يجب أن لا يتم سجنها في سجن العقل فقط , بل يجب أن ترى نور الحياة والواقع , واعمل على برمجة العقل للنجاح.

وبعد أن تُنَفِذ أي خطة قمت بوضعها , إحلم بتحقيق الخُطة النهائية لكي يهون عليك أي عقباتٍ تواجهك , وأيضاً لتكون حافزاً قوياً لديك لإكمال مسيرتك .

فالفكرة أن تجعل أحلامك حافِزاً لك وليست غاية .

ثانياً :- لاتهرب من الحياة في أفكارك 

لاتهرب من الحياة في أفكارك 
لاتهرب من الحياة في أفكارك 

نرى في حياتنا أشخاصاً فاشلين في حياتهم ونتعجَّب من امتلاكهم روح الدُعابة والمَرَح في حياتهم , وقد تجدهم في سعادة تجعلك تَشك في نفسك .

إنَّ الأمر يبدو غريباً بالفعل , ولكن دعني أشرح لك الأمر ……

إنَّ سعادتهم هذه إمَّا أنَّها لا مُبالاة قد توصلو لها من كثرة فشلهم في حياتهم , أو أنَّها قناعٌ يتسللون به بين الناس حتى لا يتم نبذهم , أو تكون الكارثة التي تهمنا في هذا المقال ……

هذه الكارثة هي أنَّهم لا يعرفون أنَّهم فاشلون , فتجد أحدهم لم يُحقق شيئاً في حياته سوى أنَّه مازال على قيد الحياة .

ولكنَّهم يُشبِعون عقولهم بانتصاراتٍ وإنجازاتٍ وهمية .

فرجلٌ قد أودى به الفشل إلى العمل في مكانٍ مُهمل لاقيمة له , لكنَّه يتحول في هذا المكان إلى أعظم العظماء من وجهة نظره .

وهذه الكارثة تحدُث في مجتمعاتنا العربية , حينما يتم وضع شخص جاهل وفاشل في مكانة تجعله يتمكن من رقابِ الناس , ليتحول إلى شخصٍ مُتغطرس ذو كبرياء وظالمٌ غشوم .

لأنَّ العقل إن فرُغَ من الحكمة والفكر والثقافة , وتم إحلال الإيمان الذاتي مكانه , حينها تحدُث الكوارث التي نراها بأعيننا في الأماكن الحكومية والعامة .

والإيمان الذاتي هو أمرٌ ضروري , لكن إن كان مع شخص لا يمتلك قدراً من الحكمة والثقافة فحينها تكون وبالاً على صاحبه , وعلى المحيطين به .

والكارثة تكون عند هذا الشخص في كبريائه الشديد , وجهله الذي أقنعه بأنَّه أعلمَ عُلماء الأرض .

وفي المُقابل تجد أهل العلم والحكمة في شكٍ من أمرهم لأنَّهم يرون الحياة بألوانٍ مُختلفة , أمَّا هؤلاء فلايرون إلَّا لوناً أسوداً يُذيقون به الناس ويتعالون به .

ثالثاً :- الهروب من المشاكل بالتفكير 

 الهروب من المشاكل بالتفكير
الهروب من المشاكل بالتفكير

هل تعرَّضت لكارثة كبيرة من قبل وخرجت منها بإختلاق بعض الأفكار الإيجابية ؟!!!

إن كُنت قد فعلت فدعني أشرح لك وللآخرين هذه النقطة بالتحديد , لأنَّ هناك نوعان من الهروب …..

الأول / هو الهروب المؤقت لتغيير الحالة المزاجية أو للتحفيز , وهذا الهروب مقبولٌ وإيجابي , لأنَّه يكون مرهوناً بأزمةٍ وبتوقيتٍ مُحَدد .

فإذا حلَّت بك كارثة وأردت لها الحل , فلن تستطيع أن تُفكر جيداً وأنت في هذه الحالة النفسية السيئة , لذا أقترح عليك بتذَكُر مواقف إيجابية لك في حياتك السابقة .

وإن لم تستطع أن تتذكَّر أية أفكارٍ أو مواقف إيجابية سابقة , فأقترح أن تختلِق لنفسك قصة بطولية تحياها , أو موقفٍ سعيدٍ تحياه , وعِشْ في هذه الحالة لفترة مؤقتة حتى تستعيد قوتُك النفسية والفكرية .

صناعة الأفكار
صناعة الأفكار

فالغرض من إختلاق هذه الأفكار يجب أن يكون تغيير حالتُك النفسية من أجل أن تبدأ في مواجهة الكارثة التي حلَّت بك ومواجهتها بعزيمة وإصرار .

الثاني /  هو الهروب الدائم الذي تجعلهُ دائماً ملازك الآمن الذي تلجأ إليه في كُلِّ أزمة تواجهها في حياتك .

فهُناك أشخاص يعيشون في أوهامٍ من صُنع أفكارهم يعيشون عليها طيلة حياتهم , سواء عند مواجهة مشكلة ما أو عند الفشل في أي شيئ .

فعند الفشل تجد فئات مختلفة من الناس , فئة تستسلم وهي تعيسة وحزينة , وفئة تُقاوم لتنهض من جديد , وغيرها الكثير ……

لكن ما يهمنا في هذا المقال هو هذه الفئة التي تجدها راضية عن أدائها , لأنَّ في عقلها الباطن إيمان ذاتي قوي بأنَّهم ناجحين وأفعالهم صحيحة , لكنَّ الظروف هي التي منعتهم من تحقيق النجاح .

هذه الظروف هي دائماً ما تُعيقهم عن تحقيق النجاح , وكأنَّ الطبيعة والبشرية كلها اتحدت ضده , وهذا الشخص سيعيش فاشلاً طيلة حياته .

لأنَّ الذي ينهض من فشله هو الذي يعترف بفشله أولاً لكي يدرس الأسباب التي أدت للفشل , ثمَ يضع الخطط من أجل النهوض مرة أخرى .

ومن الطرائف العجيبة عند هؤلاء الأشخاص هي أنَّهم يجلسون مع أنفسهم ويُفكِرون في أشياءٍ سعيدة لكي لا يتملكهم الحزن , أو يخرجون للسهر مع الأصدقاء .

والعلاقات الإجتماعية هي أمرٌ جيد جداً , لكن المُبالغة فيها هي هروبٌ من الواقع ومن مواجهة الحياة .

مثل هذا الشخص الذي تجده يخرج ليلاً لقضاء أجمل الأوقات مع أصدقائه وكأنَّ شيئاً لم يحدث .

الإنغلاق على الفشل
الإنغلاق على الفشل

وهناك فئة أيضاً تجدهم يُغلقون على أنفسهم أبواب الغرفة لكي يُطيلو التفكير في الأمر الذي فشلو فيه , ولا يخرجون من غرفتهم إلَّا بعد إنجاز هذا الأمر بنجاح ….

ولكن هذا الإنجاز يكون في مخيتلهم فقط , أو يخرجون وهم مؤمنون إيماناً تاماً أنَّ هناك عدة أسباب هي التي أودت بهم إلى هذا الفشل .

وبالطبع فإنَّ الخروج من الغرفة بأي من الفكرتين ماهو إلَّا محاولة منهم لإشعارهم بالرضا عن أنفسهم 

وفي الختام أود التنبيه إلى أنَّ سبب ذكري لأنواع الأفكار من الأشخاس الفاشلة ماهو إلَّا للتنبيه لأن لا تسقطو في فخ هذه الأفكار .

                                                                      أنس النجار 

تابعونا لقراءة العديد من المقالات الملهمة للنجاح في مدونة استيقظ 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!