صناعة العبقرية والنجاح المتميز
صناعة العبقرية والنجاح المتميز

العبقرية مفهوم يُطلق على من يتميز بأفكاره وآرائه الغير تقليدية , فالذكاء الحاد ليس ضرورياًمن أجل أن تكون عبقرياً , بل يمكنك أن تكون عبقرياِ إن أردت ذلك .

فالعبقرية هي الخروج عن المألوف وعن العادة والثقافة الإعتيادية من حولك , فهي ضرورية جداً لصناعة النجاح المتميز في حياتك .

فالنجاح العادي يمكن تحقيقه بعدة عوامل تحدَّثنا عنها سابقاً , أمَّا أن تكون ناجحاً بتميز فهذا يحتاج إلى عبقرية في الأفكار والتنفيذ .

وصناعة العبقرية ليست سهلة , لكنَّها أيضاً ليست مستحيلة , وفي هذا المقال سوف نتحدَّث عن أهمية العبقرية وبعض النقاط التي تساعدك على إيجادها وتطويرها .

فإذا واجهتك مشكلة ما فإنك تقوم بحلها بطريقة بديهية , وذلك إذا كنت مُعتاداً على مواجهة المشكلات وتقوم بحلها بمنتهى الحكمة والعزيمة .

الفرق بين الشخص العادي والعبقري

الفرق بين الشخص العادي والعبقري
الفرق بين الشخص العادي والعبقري

يوجد فرق بين الشخص العادي والشخص العبقري في طريقة التفكير , فالشخص العبقري لا يرى الأمور بمنظور عامة الناس , بل يراها دائماً بطريقة مغايرة عن الآخرين .

فهو يبحث فيما لا يراه الآخرين , يدقق في أشياء لا يتطرَّق إليها الآخرين , لا يعتمد الفكرة الأولى التي تجول في ذهنه , فهو دائماً ما يهُمل الأفكار السهلة ويبحث عن التجديد والتنوع في الأفكار .

فهو يفعل ذلك بسبب أنَّ الأفكار الأولية غالباً ما تأتي حسب الفكر المعتاد أو طبيعة الموقف , فدائماً الأفكار تكون نابعة من العقل الباطن الذي اعتاد التصرُّف في مثل هذه المواقف .

فالعقل الباطن يتصرَّف حسب المعطيات التي يتلقاها من محيط أفكارك وثقافتك وبيئتك التي تعيشها , فلذلك تكون الأفكار الأولية إمَّا عاطفية وتصدُر نتيجة رد فعل الموقف .

أو إنَّها نابعة من نوعية تفكيرك وثقافتك وكيفية تعاملك السابقة في مثل هذه المواقف , وبمعنى أدق يمكن القول بأنَّ الأفكار الأولية تكون نابعة من مخزون العقل الباطن لديك .

العبقرية تبدأ بالتحكم في العقل

العبقرية تبدأ بالتحكم في العقل
العبقرية تبدأ بالتحكم في العقل

أمَّا الشخص العبقري فهو يفكر بعقله الواعي ويجعله يتولَّى القيادة لعقله الباطن ليُرغمه على البحث الدقيق في كل جوانب أي مشكلة أو أي شيئ يتطلَّب التفكير .

فيرفض الأفكار المبدأية ويجتهد في التفكير لخلق فكرة أفضل أو عدة أفكار متطورة عن الفكرة المبدأية , ثمَّ يختار الأصلح والأفضل حسب كافة الظروف والطوارئ .

فإذا أردت أن تُدرب نفسك على التفكير العبقري عليك أن تجتهد في التفكير أكثر , وعليك أن تُفرِّق بين الأمور التي تحتاج إلى قرارات سريعة وبين ما يمكن تأجيله حتى الوصول لأفضل الحلول والأفكار .

فإذا كنت تقود السيارة وتفاجأت بسيارة معاكسة أمامك , فبالطبع لن تُطيل التفكير في هذه العملية الإعتيادية البسيطة , فهذه أمور يكون التصرف فيها معلوم .

فيجب عليك أن تكبح فرامل السيارة , فهذا القرار يحتاج إلى جزء من الثانية , فغير معقول أن تترك السيارة تسير بسرعة 120 كم / الساعة , وأمامك سيارة معاكسة ولا تفعل شيئاً .

بالتأكيد لن تقول لنفسك في هذه الحالة يجب أن أدرس الإتجاهات المتاحة أمامي مع قياس سرعة سيارتي قياساً بسرعة السيارة المعاكسة , وتدرس قوانين الطبيعة والفيزياء .

لكن هناك أمور تتعلَّق بمستقبلك أو بشيئ مصيري , وهذه الأمور هي ما تتطلَّلب العبقرية والخروج عن المألوف .

الإصرار على التفكير والعبقرية

الإصرار على التفكير والعبقرية
الإصرار على التفكير والعبقرية

يقول العالم الألماني الشهير أينشتاين [ أنا أُفكر وأُفكر لشهور وسنوات , في 99 حالة تخيب نتيجة تفكيري , لكنَّها تُصيب في المرة المائة ] .

وكما هو الحال أيضاً مع توماس أديسون , حيث يُقِرُ بما أقرَّ به أينشتاين , ويؤكد أنَّ إختراعاً واحداً له قد يفشل فيه إنجازه أكثر من 60 مرة .

وهذا يأخذنا للنقطة الثانية وهي الإصرار على التفكير , فصناعة الأفكار العبقرية لا تأتي من الهواء الطلق بسلاسة كما تتخبَّط الرياح في وجوهنا .

بل تأتي هذه الأفكار العبقرية بعد جهد فكري , هذا الجهد قد يأتي بعد عدة محاولات فاشلة , فلا تعتقد أنَّ النجاح سيكون حليفك من المرة الأولى .

لأنَّ الأفكار الإبداعية العبقرية هذه ليست مخزنة في عقلك وبمجرد إحتياجها ستأتيك مسرعة , بل هي أصلاً لا تأتي إلَّا من خارج مخزون أفكارك ومعتقداتك المعتادة .

فهي يطلق عليها التفكير خارج الصندوق , والخبر السعيد هنا هو أنَّك تستطيع أن تتدَّرب عليها عن طريق التفكير بطريقة مختلفة في اي شيئ .

وأيضاً تأتي بالقراءة الكثيرة , فعليك أن تقرأ كتباً في إستخدام مهارات العقل واستخدامه , وتتابع دورات تدريبية أيضاً إن توفرت لديك , والأهم هو أن تخلق لنفسك قضية تفكر فيها .

تطبيق عملي لصناعة العبقرية
تطبيق عملي لصناعة العبقرية
تطبيق عملي لصناعة العبقرية

على سبيل المثال لا الحصر :- إسأل نفسك سؤالاً جوهرياً , لماذا لا أحقق النجاح المطلوب في عملي أو في حياتي بصفة عامة ؟!

وابحث عن إجابة لهذا السؤال الهام جداً , واجتهد في التفكير ولا تتوقَّف عند أول إجابة , بل دون الإجابة التي توصلت لها ثمَّ ابحث عن إجابة مختلفة .

ولا تعتمد الإجابة السهلة أو السريعة , بل إبحث كثيراِ عن الإجابات الغير مألوفة لديك , فكر بطريقة غير معتادة كما كنت تفعل , ولا تنظر لنفسك بنفس الطريقة المعتادة .

كن حيادياً مع نفسك ولا تسمح للعواطف أن تؤثر على أفكارك وعن رؤيتك لنفسك , هذه الطريقة ستفُيدك مرتين , الأولى أنَّك ستبحث وستجد بعض النقاط التي عليك إصلاحها في حياتك .

والثانية أنّـك ستتدرب على التفكير خارج الصندوق , أي خارج المعتاد .

رتب أفكارك ولا تجعلها تتزاحم عليك وتتبعثَّر في فضاء عقلك , وقم بترتيبها حسب الأولوية , فلا تفكر في خمسة أو ثلاثة نقاط في وقت واحد .

بل اختر نقطة واحدة واجتهد وركز عليها فقط دون غيرها من النقاط , وكأن لا نقاط غيرها , ثمَّ اعمل على إنتاج أفكار حول هذه النقطة لكي تختار الأفضل والأصلح .

وهذه النقطة يجب أن تكون أهم من النقاط الأخرى , بمعنى أنّـك إن كنت تمتلك خمسة نقاط , وعليك بالوصول بهما لقرار نهائي , عندها يجب أن تبحث عن أهم نقطة لا يمكن تأجيلها فتبدأ بها .

فترتيب النقاط حسب الأولوية يسهل عليك الأمر , وهذه الخمس نقاط لا تعتبر خمسة أفكار مختلفة , بل هي هدف واحد وأنت عليك بتقسيمه لنقاط وأهداف .

وللتوضيح , كما في المثال السابق بخصوص التساؤل عن عدم تحقيق النجاح في العمل أو في الحياة عموماً , فيجب أن تقوم بكتابة أكثر من نقطة , من أجل بداية البحث .

بمعنى أن تكتب انقاطالهامة مثل , [ نقاط ضعفي , مهاراتي التي لا أستخدمها , عامل الوقت , مهارات يجب تنميتها أو إيجادها بالتعلُّم والتدريب , علاقاتي الإجتماعية , تركيزي ] وهكذا ………

ثمَّ تُحدد النقاط التي تعتقد أنَّ بها الخلل أو أسباب عدم النجاح , ثمَّ تختار نقطة واحدة لتكون إنطلاقة أبحاثك , بعد أن قمت بالبحث أولاً لتحديد هذه النقاط السابقة .

والآن جاءت المرحلة الثانية وهي البحث الدقيق في كل نقطة , بعد أن تحدد أي النقاط الأهم , بمعنى أن تبدأ بالنقطة التي تعتقد أنَّها التي ستجد بها أكثر الحلول .

فقد تكون لديك معاناة في التركيز , وتعتقد بصورة كبيرة أنَّها المشكلة الأقوى التي تمنعك من النجاح , لذا عليك أن تبدأ بها لإيجاد الحلول .

وقد تجد أنّـك بحاجة إلى قراءة بعض الكتب التي تساعدك في تنمية تركيزك , أو مقالات أو تناول أطعمة صحية وفيتامينات إن لزم الأمر , وغيرها الكثير …. .

هكذا تسير الأمور كما ذكرنا , وهذا مثال توضيحي من أجل توضيح فكرة التفكير خارج الصندوق , أو التفكير الغير إعتيادي بصورة أوضح .

البداية لن تكون سهلة
البداية لن تكون سهلة
البداية لن تكون سهلة

وعليك أن تكون على يقين بأنَّ الأمر في بدايته سيكون مُرهقاً جداً , وقد تشعر بضيقٍ شديد عند فعل ذلك , فلا تقلق من هذه الأمور أو أي شيئ آخر قد يمنعك .

فأنت تقضي على عادة التبلد والتجمد الفكري , وتستبدلها بعادة تفكير نشِط جداً , فأنت في هذه الحالة يكون عقلك كماكينة تم إهمالها حتى صدأت .

وعند تشغيل الماكينة سوف تصدر أصوات مرتفعة وتُخرج دخان كثيف يعبر عن التدهور الداخلي بالماكينة , وسوف تحتاج إلى تشغيل هذه الماكينة لفترة طويلة حتى تنتظم في العمل الطبيعي .

ودماغك حينها تكون مثل هذه الماكينة التي تعطَّلت وأنت تبدأ باستخدامها , فبالطبع ستحتاج إلى تشغيلها لفترة حتى تعود إلى طبيعتها .

وفي فترة التشغيل الأولية لن تعمل بسهولة وبصورة طبيعية كما كانت , بل ستراها تضطرب وتصدر أصوات مرتفعة دليلاً على صعوبة العمل بعد التعطيل .

فعقلك مثل الماكينة , إن أهملته فسوف تخسره , وإن اهتممت به فسوف يعمل بكفاءة ويعطيك نتائج بجودة عالية .

تابعونا لقراءة العديد من المقالات الملهمة للنجاح في مدونة استيقظ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!