كشف خديعة الإختفاء
كشف خديعة الإختفاء

مغامرة جديدة من مغامرات سالم منتصر

إنها الثامنة صباحاَ

يستيقظ سالم على صوت هاتفه الذي لم يتوقف عن محاولات إيقاظه , أمسك الهاتف فإذا برئيس التحرير هو المُتصِل , يرد عليه سالم وهو لم يستوعب مايُقال له في الهاتف , فلم يفق بعد .

أغلق الهاتف وهو لم يفهم جيداً كلام رئيس التحرير الذي أغلق معه الهاتف بعد أن طلب من سالم الحضور فوراً إلى مقر الصحيفة .

ذهب سالم على الفور وهو على عجلة من أمره , فقد بدت نبرة رئيس التحرير توحي بأنَّ أمراً جللاً قد حدث .

دخل على قاعة الإجتماعات فوجد السيد عزت منصور رئيس التحرير ومعه بعض الزُملاء الصحفيين في قاعة الإجتماعات .

في قاعة الإجتماعات

سأل أولاً عن سبب هذا الإجتماع الباكر والعاجل …..

فرد عليه رئيس التحرير قائلاً :- لقد اختفى الأستاذ مهدي أبو النجا منذ يومين , ولا أحد لديه أي معلومات عن سر إختفائه , ولا أسباب هذا الإختفاء , وإن كانت الأسباب المبدأية التي أُشيعَتْ حتى الآن هي سلسلة مقالاته الجديدة التي أعلن عنها , والأقاويل قد زادت حولنا منذ الأمس بسبب أننا من سننفرد بنشر مقالاته .

فقال يحيى عبد العظيم (صحفي)  :- ولماذا نُسابق الأحداث ونتعامل مع إختفائه بهذه الغرابة والشكوك ؟!!! …. لماذا لا يكون …

قاطعه رئيس التحرير :- قبل أن تُكمل سؤالك أُجيبك :- لقد تم إبلاغ الشرطة في الساعة الواحدة صباحاً ببلاغ رسمي من زوجته  .

ثم قال :- لا وقت لدينا , إنطلقو الآن فهذه قضيتنا , لأننا الصحيفة التي كانت ستنشر هذه المقالات , ولابد من أن نكون على أتم الجاهزية , لأنَّ إسمنا سيرد كثيراً في هذه القضية المُحَيرة  .

غادر الجميع بإستثناء سالم الذي طلب منه رئيس التحرير الإنتظار .

فقال له :- عليك ياسالم أن تستخدم مهاراتك الحوارية في إجراء الحوارات مع أهله والمُقربين منه .

أريدك أن ترسل لي اليوم موضوعا شيقاً عن أسباب إختفائه , وأُريدك أن تُطلق العنان لمهاراتك في التحقيقات, إنطلق الآن  .

فسأله سالم :- وماهي المقالات التي كان سيُرسلها لنا ؟! ، أنا لا أعلم شيئاً عن هذا الأمر .

رد عليه رئيس التحرير :- هذه مقالات هامة وحساسة جداً , بها أسراراً خطيرة عن أحد الأحزاب السياسية , ولا وقت الآن عن هذه الحوارات , أريدك أن تُسرع الآن , بعض الصحف علمت بحقيقة علاقتنا بالأستاذ مهدي وسوف تنشر هذا الأمر  .

فقال سالم :- ولكن علاقتنا بالأستاذ مهدي منذ عهد طويل , والكل يعلم هذا , حتى الصحف الأخرى , فأنت خصصت له عمود أسبوعي بالصحيفة  .

فقال رئيس التحرير بغضب وبصوت مرتفع  :- سالم…… ألم تستيقظ بعد ؟!! 

أنا أتحدث عن تسريب المعلومات حول نشر سلسلة مقالات في صحيفتنا عن حزب سياسي بارز  .

فقال سالم :- أنا أعلم ذلك , لكنَّ قصدي أنَّه تخصص في نشر أخبار وفضائح سياسية كثيرة , لماذا لايكون سبب الإختفاء هو أحد هذه الأخبار التي نشرها من قبل ؟!

لماذا نربط بين سر إختفائه وبين هذه المقالات التي لم يتم نشرها بعد ؟!!

إرتبك رئيس التحرير ثم قال :- دعك من هذه الأمور , ووفر تحليلاتك هذه للقضية , فذلك أفضل وأنفع لك , إنطلق الآن  …

إنطلق سالم والشكوك تتسلل إلى أفكاره , ولكنه قررعدم فسح المجال لها أكثر من ذلك , وقرر التركيز على هذه المهمة الصحفية الجديدة  .

في منزل الأستاذ مهدي

في منزل الأستاذ مهدي

وصل إلى منزل الأستاذ مهدي ووجد بعض الصحفيين قد سبقوه إليه , حتى أنه وجد بعض زملاءه في الصحيفة , والذين سبقوه إلى المنزل .

جلس في انتظار خروج زوجته إليهم , وكان الجميع يستعد للأسئلة ومنهم سالم .

ومعروف عن سالم أنَّه يتأخر في طرح الأسئلة , فهو يدرس الحوارات بين الصحفيين مع بطل الحوار , ثم ينقض بأسئلته القاضية في النهاية , فلديه موهبة فذة في الحوارات والتحقيقات .

وبالفعل بدأت الأسئلة على الزوجة وأولها كان السؤال التقليدي حول تقديم الضيف لنفسه , وهنا أجابت….. أنها هناء عبد الفتاح ليسانس آداب قسم صحافة , وكانت زميلة دراسة مع زوجها الأستاذ مهدي , وتفاصيل أخرى لا فائدة منها  ..

مايهم هو بعض الأسئلة التي وُجِهت لها مثل …..

هل كانت هناك خلافات قبل إختفائه مع أحد أو تلقى أي تهديدات؟!!!

فكانت إجابتها بالنفي .

ثم سؤالاً آخر حول حقيقة سلسلة المقالات التي كان سينشرها ضد حزب الصباح  .

فأجابت بالإيجاب , وقالت إنَّه كان يقول قبل إختفائه بيومين بأنَّه سوف يفجر قنبلة صحفية ضد حزب الصباح , لأنَّه استطاع الحصول على معلومات خطيرة تُدينه .

ثم سألها أحد الصحفيين :- وماهي هذه المعلومات الخطيرة , بالطبع قد يكون تحدث عن سر من هذه الأسرار أمامكي ؟ 

فأجابت :- مهدي كان كتوماً جداً بأسرار عمله , وكان لا يتحدث إلا بعد نشر مقالاته , وهذا كان يسبب مشاكل كثيرة بيننا .

فسألها أحد الصحفيين:- ماسبب هذه المشاكل؟!!

فأجابت :- بسبب مخاوفي عليه من نشره لأمور حساسة وخطيرة , فكان يطمأنني ثم أُفاجأ بمقالات خطيرة , فاحتد معه حرصاً عليه وعلى أولادنا  .

إنتهاء المؤتمر الصحفي

سار هذا الحوار لمدة ثلاث ساعات , وانتهى بمغادرة الجميع , ومن المُغادرين كان سالم , والذي خرج بصحبة زميله في العمل وصديقه المقرب يحي عبد العظيم والذي سأله بتعجب :- لماذا أنت اليوم صامت ياسالم , ماذا حدث لك ؟!!

لم أعهدك على هذه الحال من قبل , هل نسيت أنَّكَ مُكلف بمقال تحقيق حول هذا الأمر ؟!!

وعليك أن تُسلمه اليوم ……

نظر إليه سالم بنظرة التائه في وسط البحر ولا يعرف أي إتجاه يسبح .

دفعه يحيى بيده وقال له :- ماذا في جعبتك يا سالم ؟!!!

قال له سالم :- اصمت الآن وهيا بنا .

قال يحيى :- إلى أين ؟!!!

أجاب سالم :- إلى حزب الصباح .

قال يحيى :- هل جننت ؟!! 

قاطعه سالم :- إذا كنت لا تريد المجيئ معي فانطلق أنت كما كلفك رئيس التحرير  .

وافق يحيى على الذهاب مع سالم , لأنَّها ليست المرة الأولى التي يتعامل بها سالم بغرابة , ثم يكون رأيه وأفعاله الغريبة في النهاية هي الصحيحة  .

ركبا السيارة معاً متجهين إلى حزب الصباح , وكان يحيى هو الذي يقود سيارته الخاصة,  فسالم جاء بسيارة الصحيفة , والتي طلب من سائقها الإنصراف لمقر الصحيفة وإن احتاجهم سيتصل بهم  .

عاد يحيى مرة أخرى يحاور سالم :- لقد جئت معك وأنا لا أفهم سبب توجهك لحزب الصباح المتهم الرئيسي في قضية الإختفاء , وهذا خطر كبير علي شخصيا من هذا الحزب , وخطر آخر من الصحيفة , لأنَّ السائق سيخبر رئيس التحرير بانطلاقنا إلى مكان مجهول , وبأقل مجهود سيعلم أين توجهنا , فهو رئيس تحرير متمرس وله مصادره الخاصة و …..

قاطعه سالم :- كنت أعلم بأنَّ الأستاذ مهدي سيختفي منذ أسبوع .

نزلت هذه الكلمات كالصاعقة على يحيى الذي قبض فرامل السيارة بشدة دون سابق إنذار , مادفعه وسالم للإرتطام بالسيارة رغم إرتدائهم حزام الأمان , ونجاهُم الله من إصطدام سيارات كانت خلفهم .

وبدلاً من إعتذار يحيى للسيارات التي خلفه ولحياته وحياة سالم التي كانت في خطر …

صرخ يحيى في سالم :- ماذا تقول ؟!!!

 إلى اللقاء في الجزء الثاني من هذه المغامرة المُثيرة في مدونة إستيقظ

أنس النجار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!