كيف تجعل عقلك حاد الذكاء
كيف تجعل عقلك حاد الذكاء

 متى قمت بشراء بعض الأفكار من تاجر الأفكار الذي يتواجد في معرض بيع الأفكار والحلول ؟ 

وكم كانت فاتورة إستهلاك عقلك لهذا الشهر ؟ 

هل ارتفعت أسعار شرائح إستخدام العقل هذا الشهر كما يُشاع , أم أنَّها مجرد إشاعات وهمية والأسعار كما هي ؟

هل استوعبت ماقرأته في السطور القليلة السابقة عزيزي القارئ ؟!!

إن كنت قد تعجَّبت من هذا الكلام , فلماذا لا تستخدم عقلك بكامل طاقته وأفكاره ؟

مجانية الأفكار

مجانية الأفكار

إنَّ الأفكار مجانية تماماً , ومع ذلك لا يستخدمها الكثير من الناس وكأنِّهم سيدفعون ضرائب باهظة على إستعمالها .

إنِّ عقلك ياعزيزي القارئ عبارة عن مخزون ضخم جداً من الأفكار اللا نهائية , كما أنَّ به طاقة جبارة جداً .ومع ذلك فإنَّ أفضل العقول البشرية تستخدم ما بين 5 % إلى 7% فقط من هذه القوة العقلية الجبارة التي منحنا الله إياها .

وأنا لا أُطالبك باستخدام أكثر من 10% من طاقة عقلك , فإنَّ هذا أمرٌ صعب للغاية .

بل إنًّ قدراتنا البشرية لن تتحمَّل قدرات عقولنا , وهذه طبيعة بشرية خلقنا الله تعالى بها .

وحدهم الأنبياء والرسل (عليهم السلام ) الذين اصطفاهم الله تعالى وأعانهم على إستخدام طاقات عقولهم بدرجات أكثر منَّا جميعاً بتفاوتٍ بينهم .

وفي هذا المقال أنا أتحدَّث عن الأشخاص الذين يستخدمون طاقة عقولهم بنسبة تقل عن 3% , لأنَّ أغلبنا يستخدم عقله بمبقدارٍ أقل من هذا بكثير .

إنَّ عقلك متاحٌ لك بصفة دائمة ويمكنك استخدامه بحرية تامة , لا رقيب لأحدٍ على أفكارك سواك , الله تعالى وحده هو الرقيب والمُطَّلع على أفكارك .

تخيل أنَّك تمتلك قدرة لك أنت وحدك , وأنت وحدك هو المُدبر لها , وأنت وحدك من يُحدد مصيرها عن طريق كيفية إستخدامها .

مخاطر الأفكار الخاطئة

مخاطر الأفكار الخاطئة
مخاطر الأفكار الخاطئة

إنِّ الأشخاص الذي يُعانون من القلق والتوتر بصورة كبيرة , هم أشخاص لم يُجيدواْ إستخدام عقولهم بطريقة صحيحة .

فالتوتر ناتج عن أفكار مستقبلية أو وهمية , أو إسترجاع أفكار من الماضي ……

فأمَّا الأفكار المستقبلية التي تؤدي للقلق والتوتر :- فهي الأفكار القائمة على الترقب لما سيحدث في المستقبل إن فعلت كذا أو كذا ….

فالخوف من المستقبل هو الذي يدفعنا إلى القلق والتوتر وخلق أفكار تضر بنا , لأنَّها نابعة من القلق والتوتر .

أمَّا التفكير الحقيقي فهو يأتي عن طريق خلق أفكار أو حلول , أو تطوير حياتنا كافة .

معتقدات خاطئة عن النجاح والذكاء

معتقدات خاطئة عن النجاح والذكاء

هناك إعتقاد خاطئ حول ذكائنا , هذا الإعتقاد قائم على أنَّ الطفل الذكي سيبقى ذكياً طيلة حياته , والعكس صحيح .

حتى في النجاح , من كان ناجحاً في طفولته سيبقى ناجحاً طيلة حياته  .

ومن لم يُحقق إنجازاتٍ أو لم يكن مُتفوقاً في دراسته منذ صغره , فلن يجد النجاح في حياته أبداً .

هذه المعتقدات خاطئة جداً , بل هي كارثية جداً جداً على الطرفين , الناجح والفاشل , والذكي ومحدو الذكاء .

فالنجاح والفشل , الذكاء ومحدود الذكاء , هذه جميعاً أمور تحدث بالتدريب والممارسة , كما يحدث مع عضلات الجسم .

فعضلات جسمك موجودة في جسدك منذ ولادتك , لكن تقويتها وتنميتها يحتاج إلى تدريبٍ شاق ومنتظم وإصرار وعزيمة .

فإن قمت بتنمية عضلاتك ثمَّ أهملت في التدريب فترة , ماذا سيحدث لعضلاتك ؟

بالطبع سيقل مستوى عضلاتك ولياقتك البدنية , فمن أجل الحفاظ على إستمرارية عضلاتك ولياقتك البدنية , عليك أن تواظب على ممارسة الرياضة .

وعقلك عضو من أعضاء جسمك التي تحتاج إلى تنمية وتدريب ومواظبة على التدريب حتى لا تخسره , كما يخسر الرياضي عضلاته ولياقته .

الذكاء والغباء حقيقة أم خيال
الذكاء والغباء حقيقة أم خيال
الذكاء والغباء حقيقة أم خيال

وفكرة أنَّ هناك شخص ذكي وشخص غبي هي من الأمور الغير صالحة للنقاش على الإطلاق .

فالذكاء يزيد وينقص حسب كيفية إستخدامه , وكيفية تنميته بطرق صحيحة أو خطأ .

فالعبقرية تأتي عن طريق إستخدام العقل بصورة كبيرة , فكلَّما استخدمت عقلك أكثر كلَّما زادت الناقلات العصبية في دماغك .

وقد إكتشف العلماء بالتشريح والأشعة , أنَّ أعظم العقول العلمية والفكرية يوجد لديهم ناقلات عصبية أكثر من المعدل الطبيعي عند غيرهم .

هذه الناقلات تعمل على نقل المعلومات من وإلى الدماغ عن طريق إشارات كهربائية تسير خلالها .

وفي البداية إعتقد العلماء أنَّ هذه الناقلات قد ولِدواْ بها , وهذا الإعتقاد كان سبباً في إنتشار الإعتقاد بأنَّ الطفل الذكي سيبقى ذكياً طيلة حياته والعكس صحيح .

وممَّا دعَّم هذه النظرية تشريح دماغ أينشتاين كما أوصى بذلك , فقد وجدواْ الناقلات العصبية في دماغه كثيرة جداً بالمقارنة بالأشخاص الآخرين .

والذي تمَّ التأكيد عليه إلى الآن :- أنَّ الناقلات العصبية هذه كلَّما زادت زاد ذكاء الشخص , وهذه النقطة مُتفقٌ عليها حتى الآن ولا خلاف عليها .

لكنَّ الإختلاف كان على سبب زيادة هذه الناقلات , والتي تم تأكيدها بتطور التكنولوجيا والعلم المتخصص بالدماغ والأعصاب .

فهذه الناقلات يتم خلقها بسبب زيادة إستخدام العقل بالتفكير الإيجابي والقراءة والتعلُّم .

فكلَّما إزدادت المعلومات الواردة للدماغ عن طريق القراءة أو التفكير إتسعت هذه الناقلات العصبية وأصبحت غير كافية .

فيكون هناك ضغط على أعصاب الدماغ , هذا الضغط يؤدي إلى خلق ناقلات عصبية جديدة لكي تعمل مع القديمة , وهكذا يتم خلق العديد والعديد منها .

وكلما زاد إستخدام عقلك بطريقة إيجابية , زاد عدد هذه الناقلات العصبية , لكي تزداد سرعة نقل المعلومات .

وهو ما يُقال في الأمثال الشعبية ( وسِّع دماغك , أو فَتِح دماغك)أو كما يقال ( وسِع مدارك عقلك )

والأمر أشبه بخرطوم المياة الذي تتدفق من خلاله المياه ويكون مخرجه مغلقاً بإحكام , وبدايته مغلقة بإحكام , فتكون النتيجة إنفجار ثغرات يخرج منها الماء .

فبدلاُ من مخرج واحد للمياة , تجد عدة مخارج للمياة تم خلقها لإدراك كمية تدفق المياة بكمية كبيرة , ولا يستوعبها مخرج واحد للمياه .

وفي المقابل يتم ضعف هذه الناقلات عندما يكون تدفق الأفكار والمعلومات بسيط .

 فإذا زادت فترة الركود العقلي وعدم إستخدامه بمعدل جيد , فإنِّ هذه الناقلات يتم تدهورها حتى تخرج عن العمل .

فلنكن متفقين كما اتفق العلماء جميعاً بأنَّ هذه الناقلات هي الدليل على الذكاء واستخدام العقل .

فكيف ترى الأمر حتى الآن ؟

هل الذكاء يزيد وينقص أم هو أمر خُلقنا به ولا يمكن تغييره ؟

لقد قلت في بداية المقال أنَّ أصحاب الذكاء الحاد يستخدمون ما بين 5 %إلى 7% .

إذاً عليك أن تعلم أنَّ الإنسان خلقه الله تعالى بذكاءٍ ضخم جداً بحيث لا يستطيع أن يستخدم أكثر من 7 % أو 5% من قدراته فقط .

وبناءاً على ذلك وجب عليك أن تعلم أيضاً أنَّ الذكاء يعتمد على درجة وكيفية إستخدام عقلك .

فلكي تؤسس عقلك ليكون حاد الذكاء , عليك أن تبدأ بتدريبه واستخدامه من الآن كما يفعل الرياضيون لزيادة لياقتهم البدنية وبناء العضلات .

كيفية تطوير مستوى الذكاء
كيفية تطوير مستوى الذكاء

فلا تسمح لأحد أن يُقنعك بأنَّ الذكاء لا يمكن تطويره , ولا تستمع لهذه الأفكار وغذِّي عقلك ودرِّبه الآن على القراءة والتفكير الإيجابي .

ومارس ألعاب الذكاء كالشطرنج وغيرها لتحسين إستخدام عقلك بصورة أكثر إيجابية.

ولا تتوقف عن إستخدام وتدريب عقلك حتى لا يقل مستوى ذكائك .

إذاً الأمر عائدٌ إليك , وتذكَّر دائماً هذا القول المأثور ( إستخدم عقلك أو إخسره ) .

وإذا كان الذكاء يزيد وينقص بالممارسة  , فاعلم أيضاً أنَّ النجاح في الحياة يحتاج إلى ممارسة , ولا علاقة له بالسن أو الزمان .

لاتسمح لأحد يقول لك :- لم تنجح من قبل في حياتك , فكيف ستنجح الآن ؟!!

هذه كارثة أخرى تُقال دائماً , فالنجاح لا علاقة له بكونك نجحت من قبل أم لا .

النجاح يحتاج إلى قرار , فمهما كانت حياتك مليئة بالفشل فلا تستسلم وتيأس , قرر الآن النجاح .

وبعد أن تقرر النجاح عليك بالسعي وبذل المجهود والتخطيط والتفكير السليم .

كثير من العظماء كانت حياتهم بائسة وفاشلة , لكنَّهم قررو أن يتوقفو عن الفشل ويبدأو طريق النجاح .

والكثير منهم بدأو في سنٍ متأخر , أو بدأو التعليم في سنٍ متأخر .

النجاح والذكاء هما أمران يأتيانِ بالممارسة , وعليك أن تُقرر الآن حاجتك لهما , وأن تبدأ بكل عزيمة وإصرار على تحقيقهما .

وإياك إن تستمع لأي رأي يُثنيك أو يحبطك عن بلوغهما , وعليك أن تُصدق أنَّك تستطيع تحقيقهما , مهما كان عمرك أو مهما كان ماضيك .

تابعونا لقراءة العديد من المقالات الملهمة للنجاح في مدونة استيقظ 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!