وقد أدى الخشوع في الصلاة إلى السعادة والإسترخاء , حيث يشعر المُصلي بخشوع بالسعادة الداخلية العجيبة .
والسعادة من أقوى مضادات القلق والتوتر والاكتئاب , وهي جميعاً لها التأثير السلبي الشديد على عمل الدماغ , وما أكثر أعراض القلق والتوتر والإكتئاب الذي نُعانيه في حياتنا اليومية .
بذلك تكون الصلاة بخشوع ليست مجرد عبادة وحسب , بل هي شفاء وتنمية عظيمة للدماغ .
عوامل أخرى من المنافع الصحية للدماغ من الخشوع
الصلاة والدورة الدموية
قد ذكرنا أنَّ من عوامل بناء الدماغ نشاط الدورة الدموية بالدماغ بصورة متوازنة , فزيادة تدفق الدم أو قلته خطر على الدماغ .

لكن بالصلاة يتحقق التوازن في حركة الدورة الدموية بالدماغ , فقد أكدت الدراسات العلمية أنَّ حركات الصلاة لها أهمية بالغة للدورة الدموية الدماغية , وذلك عن طريق تزايد سريان الدم إلى المُخ أثناء السجود بفعل ميل الرأس للأسفل , بالإضافة إلى إنطواء الجسم على نفسه أثناء السجود , فذلك يُساهم في توجيه الدم من الأطراف إلى الأعضاء الداخلية والمُخ .

فمعدلات ثاني أكسيد الكربون تزداد في الدم بشكل وظيفي أثناء ميل الرأس إلى الأسفل أثناء السجود , وذلك نتيجة ضغط الأحشاء على الرئتين , مما يُساهم بزيادة تدفق الدم للمُخ .
لكن هذه الزيادة الكبيرة لتدفق الدم للمخ قد تؤثر سلبياً على الدماغ , وقد تؤدي إلى حدوث الجلطات أو النزيف , فلابد أن يكون تدفق الدم بصورة مُتزنة .

هنا يأتي دور الجلوس بين السجدتين , حيثُ يجب الطمأنينة في الجلوس بين السجدتين , فهذا يعمل إلى عودة سريان الدم بصورة طبيعية , وتعود الدورة الدموية لنشاطها الطبيعي , إلى أن يقوم المُصلي بالسجود مرة أخرى لتُعاد عملية شحن الدماغ مرة أخرى , ففي أقل من دقيقة تكون أديت تمارين للدماغ مرتين منفصلتين .
فالركوع والقيام منه ثم السجود والقيام منه يؤدي إلى تقليل ضغط الدم على الدماغ , ليسمح بعودة تدفق الدم إلى كافة أعضاء الجسم مرة أخرى .
فعند السجود يتدفق الدم إلى المُخ , وعند الإعتدال يعود الدم إلى كافة أعضاء الجسم , وهذه العملية تعمل على تسليك وتوسيع مجرى الدم من وإلى الدماغ , ليكون التدفق إلى الدماغ وإعادته إلى أعضاء الجسم سهلاً وبسيطاً .
الصلاة والأكسجين
وأمَّا عن الأكسجين فهو يعتبر أهم مصدر من مصادر الغذاء للمُخ , وقد أثبتت الدراسات العلمية بأنِّ الركوع والسجود والقيام منه بالكيفية المعمول بها في الصلاة تؤدي إلى تدفق الأكسجين بصورة جيدة إلى المُخ ما يؤدي إلى تدفق الدم للدماغ بصورةأفضل .
ففي السجود يتدفق الدم مُحَمَلاً بالأكسجين , وفي الإعتدال منه يعود تدفق الدم إلى كافة أعضاء الجسم , ثم السجود مرة أخرى .
وهذه العملية تؤثر إيجابياً على الأكسجين , حيث بالسجود تزداد نسبة الأكسجين , ثم بالإعتدال يتم تفريغ هذه الشُحنة لحين شحنها مرة أخرى عند السجود .
وأثناء عملية الشحن والإفراغ يكون الدماغ قد امتص الأكسجين واستفاد منه جيداً .
الصلاة والإسترخاء
وعن الإسترخاء والراحة النفسية من الخشوع في الصلاة ,فإنَّه مع زيادة تدفق الأكسجين مع الدم في السجود , فإنَّ الخشوع يُقلل من معدل إستهلاك الأكسجين , وهذا يؤدي إلى الإسترخاء .

والاسترخاء من أفضل المشاعر النفسية التي ينالها الإنسان , إضافةً إلى كونها صحية جداً , فإن الإسترخاء إن حدث لشخص ما فإنَّ الدم يتدفق للشرايين والدماغ بصورة مُمنتظمة , كما يؤدي إلى تحسُنْ آداء القلب , بالإضافة إلى تحسن عمل الدماغ بشكلٍ كبير جداً .
كما تؤدي قراءة القرآن الكريم بتركيز لتدبر معانيه وضبط مخارج الحروف إلى زيادة نشاط الدماغ وزيادة التركيز بصورة كبيرة .
كما يتم أيضاً تنظيم التنفس بفعل تعاقب الشهيق والزفير , والذي بدوره يعمل على علاج التوتر بصورة كبيرة مما يساعد على الإسترخاء .
الصلاة وقراءة القرآن الكريم
كما أنَّ حركة عضلات الفم واللسان التي نحتاجهما لترتيل القرآن الكريم تُزيد من نشاط وحيوية الدماغ , فكما أنَّ مجرد قراءة القرآن الكريم تعمل على زيادة وتنشيط الدماغ بسبب التدبر لفهم معاني القرآن الكريم , فإنَّ هناك معجزة عظيمة أخرى في القرآن الكريم …..
حيث أنَّ ترتيب حروف القرآن الكريم وقراءتها كما هي بترتيبها , لها تأثير عظيم على نشاط نشاط الدماغ , وقد وجد الباحثين أنَّ هناك معجزات رقمية في القرآن الكريم , خاصة بالرقم ( سبعة ) حيث تم إثبات أنَّ القرآن الكريم قائم على هذا الرقم , فسبحان الله العظيم .
وللسجود معجزات كثيرة أخرى منها :-
في اليابان كثير من الشعب الياباني يخرون ساجدين عندما يريدون ممارسة تمارين للتخلص من الإرهاق والاكتئاب والتوتر والقلق , فيُمارسونه كرياضة يوجا وتأمل , دون أن يعرفو بأنِّ هذا الفعل هو ركنٌ من أركان صلاة المُسلمين .
كما أنَّ معلمين الرياضات البدنية كالكاراتيه والكونغفو يمارسون السجود قبل التدريب أو بعده , ويمارسونه بكثرة على أنَّه من أحد التدريبات الخاصة بالإسترخاء والتركيز .
فسبحان الله العظيم , والحمد والشكر لله على هذا الكنز العظيم الذي بمتناولنا جميعاً دون أن نُدرك أهميته العظيمة ….
انتهى ……
انس النجار
الى اللقاء في مقالات وقصص ملهمة للنجاح في مدونة إستيقظ