لماذا ننجح ولا نكون سعداء
لماذا ننجح ولا نكون سعداء

 جميعنا قرأنا قول الله تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ 

فهل هذه الآية الكريمة لها علاقة بحياتنا اليومية ؟!!!

سأتحدث في هذا المقال عن علاقة هذه الآية الكريمة بالنجاحات التي نُحققها في حياتنا , بل وكيفية إنقاذ حياتنا  .

قصة للتعبير

وأبدأ معكم بسرد قصة توضيحية لتبسيط المقال ….

شابٌ ناجح في مجال التجارة , كان حلمه أن يفتتح مشروعاً ما , واجتهد كثيراً وبذل الكثير من الجهد والتعب وقاوم الكثير العقبات لكي يُحقق هدفه , ثم استطاع في النهاية أن يُحقق هذا الهدف  , وافتتح هذا المشروع .

ثم بعد افتتاح المشروع اتضح أن هدفه الأول كان سهلاً وأمامه هدف آخر يجب تحقيقه , أصبح هدفه الآخر هو كيف يُزيد مبيعاته لكي يُسدد تكاليف إيجار المحل والكهرباء ورواتب الموظفين الذين يعملون معه , ونسى فرحته بافتتاحه المشروع الذي جاهد كثيراً لافتتاحه , وذلك بسبب اصطدامه بواقع آخر  .

بعد مُعاناة ودراسة ومجهود كبير وتنازل عن راحته وسعادته حقق هدفه الثاني , وأصبحت أرباح مشروعه تُغطي التكاليف التي سبقناها .

ولكنه أراد أن يرفع من نشاط مشروعه بالتنافس مع الآخرين , فقد أصبح بمكانة جعلته في مرمى التنافس مع محلات أخرى , وبالفعل نجح وتفوق على المُنافسين , ثم أراد أن يوسع نشاطه بافتتاح فرع آخر  .

وبالطبع أصبح له مُنافسين في المنطقة التي افتتح فيها الفرع الثاني , ثم أراد أن يوسع نشاطه في إستثمارات أخرى وهكذا ……

سرقته أحلامه من حياته , فكلَّما حقق هدفاً من أهدافه وأعتقد بأنَّه اكتفى بذلك , رأى أن عليه أن يُحقق هدفاً آخراً  .

والآن عزيزي القارئ , أنا لا ألومه في نجاحاته , فالنجاح صعبٌ وطريقه طويل ويجب أن لاتتوقف عند نقطة واحدة , بل عليك أن تُطور من نفسك يومياً , وإلا ستتركك سيارة الحياة تائهاً في منتصف الصحراء  .

ولكن ليس هذا ما أردت قوله , فالنجاح هو غاية الجميع,  ويجب أن يكون كذلك .

لكن غايتي في هذا المقال هو الوقوف على حقيقة النجاح  .

ولن أجعل الأمر غامضاً عليك أكثر  من ذلك …..

ربما تكون أنت وقعت في ذلك الفخ , وهو فخ النجاح  .

فخ النجاح

وأُعني بذلك هو السؤال الذي يجب أن تسأله لنفسك …. أين أنا ؟!!!

نعم أين أنت من هذا النجاح ؟!!!

سأتعامل معك عزيزي القارئ باعتبار أنَّ حياتك شبيهة بالشاب الذي ذكرته , وليس بالضرورة أن تكون تاجراً , بل قصة هذا الشاب تتكرر في جميع نشاطات الحياة , لا التجارة فقط  .

فأنت ستظل تشتكي من ضغوطات الحياة , وتشتكي من أنَّك لا تجد الراحة والسعادة في حياتك .

وهناك مقولة مأثورة قاتلة ومُدمرة في حياتنا يقولها الكثير وهي وإن اختلفت الألفاظ إلَّا أنَّها تحمل نفس المعنى , وهو أن الراحة والسعادة ضد النجاح. 

ولا أعلم من الفيلسوف القاتل الذي قال بذلك وأراد تدميرنا بهذه المقولة  .

خير الأمور الوسط , فلا ينبغي أن نُنكر هذه المأثورة تماماً , فالنجاح طريقه صعب وشاق , وعليك أن تُقاوم كثيراً لتحقيق أهدافك .

لكن كيف يكون النجاح سبباً في حزنك وشقائك , أو كيف تكون أهدافك عكس سعادتك ؟!!،

هذا هو محور المقال !!!

متى تكون سعيدا

متى ستعيش سعيداً وأنت في بحر أهداف يجب تحقيقها , الشاب الذي حقق هدفه بافتتاح المشروع وأصبحت أرباحه مرتفعة , لماذا يجعل حياته تعيسة من أجل أنَّه يجب أن يكون من كبار التجار .

نعم هذا حقٌ مشروع له , وعليه أن يطور أهدافه ليكون من كبار التجار , ولكن عليه أن يكون سعيداً بما يملك الآن  .

السعادة يجب أن تكون لها نصيب من الأهداف , لماذا تحيا في دوامة من الأهداف وتنسى سعادتك وتنسى أسرتك  .

هناك آخرين ليسو سعداء بوظيفتهم ويحلمون بأن يكونو رجال أعمال , وينسون كونهم في وظيفة يحلم بها الآخرين. 

كما أنَّ هناك عاطلين عن العمل يحلمون براتب يكفي إطعام أهله فقط .

لماذا الجميع ليسو سعدا  ؟!!!

تعريف السعادة

إنَّ السعادة  ليست مرتبطة بعمل أو وظيفة أو كمية من المال , السعادة هي قرار بداخلك أنت وحدك , لاتظلم الظروف من حولك فهي بريئة من هذه التهم , الفرق بينك وبين السعيد يكمُن في الأفكار ورؤية الحياة .

يجب أن تتخذ القرار بالسعادة , أعلم أنَّ الأمر ليس سهلاً , فالحياة ليست الجنة , فهي مليئة بالأحزان والهموم والإنكسارات .

ولكن لماذا لا تُحاول التقليل من هذه المشاعر السيئة , لماذا تستسلم لها وتجعلها تملأ حياتك  .

عليك أن تُغير من نفسك أولاً وسوف تجد السعادة فيما تملك , كما يجب أن تحقق النجاحات في حياتك .

إذا حققت نجاحاً فأسعد نفسك به أولاً , وأجعله يطَّور حياتك ويُسعدك , فلماذا تحقق نجاحاً يأتي عليم بالهموم والأحزان  .

وبعد أن تحيا سعيداً وتُكافئ نفسك وأهلك بتحقيق هذا الهدف , إنتقل إلى المرحلة الثانية كما فعل الشاب التاجر  .

الحياة مليئة بالنجاح والسعادة , لكنك تحجبهما بأفكارك , إتخذ القرار الآن بالتغيير  .

وتذكر قول الله تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾

انس النجار

تابعونا لقراءة العديد من المقالات والقصص الملهمة للنجاح في مدونة إستيقظ 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!