مدير أعمال الدكتور مُصطفى يسير مُتجهاً نحو القاعة التي سيُلقي فيها الدكتور مصطفى ندوته هذه الليلة , وأنا وتامر نسير خلفه ولاندري ماذا يحدث معنا .
وصلنا إلى المقاعد التي حجزها لنا مدير الأعمال ( حسني منصور ) ثمَّ جلسنا ننتظر دخول الدكتور مصطفى .
راودتني فكرة قد تكون خبيثة بعض الشيئ , وتشاورت مع تامر حولها , فقلت له :-
هل تعتقد أنَّ الدكتور مصطفى سيُلقي محاضرة عنِّي ؟!!!!
تعجَّب تامر من سؤالي ولم يفهم قصدي .
ففسرت له فكرتي بأنَّ الدكتور مصطفى قد تكون نيته إلقاء مُحاضرة عن موضوعٍ ما , ورأى أنَّ في حديثي معه ما قد يُساعده لجعل المُحاضرة عملية .
فقال تامر :- تقصد بأنَّ الدكتور سيستغل حوارك معه ويجعل منك شرح عملي لموضوع ندوته هذا اليوم ؟!!!
فأجبته :- نعم هذا قصدي , وقد تكون إبتسامته بسبب مُصادفة أنَّ موضوع ندوته يتوافق مع حالتي .
تغّيرَ وجه تامر وقال :- لا وقت لدينا لنفعل أي شيئ , وماعلينا سوى حضور الندوة كاملة .
دخول الدكتور مصطفى القاعة
وها هو قد دخل الدكتور مصطفى .

توقف الحوار بيني وبين تامر بسبب التصفيق الذي تلقاه الدكتور مصطفى من الحضور لحظة دخوله القاعة .
كنت واثقاً بأنَّ تامر لم يكن بكامل تركيزه أثناء المحاضرة , فأنا أيضاً كنت أُعاني من قلة التركيز .
وكيف نُركز وعقولنا تترقب حدث محدد , ألا وهو لحظة أن يُنادينا الدكتور مصطفى ليجعلنا تجارب عملية على المسرح , أو على الأقل سيجعل من أسمائنا أمثلة للشرح .
ولكن ماحدث كان مفاجأة وزيادة للغموض الذي نحن فيه .
إنتهت الندوة ولم يذكر الدكتور مصطفى أسمائنا , بل والأعجب من ذلك أنَّه كان يتحدث عن قضية لا علاقة لها بحواري معه .
تعجبت كثيراً ونظرت لتامر الذي وجدته في حيرة أيضاً وقلت له :- ألم يذكر الدكتور مصطفى أننا سنجد الإجابة في الندوة .
قال تامر :- هو لم يقل ذلك صراحة , ولكنَّه ……
لم يُكمل تامر حديثه , فقد قاطعه مدير أعمال الدكتور مصطفى الذي جاء لنا خصيصاً وقال :- الدكتور مصطفى مُنشغل , وسوف يُقابلكم بعد أسبوعٍ من الآن , ثم نظر نحو تامر وقال :- سوف أتواصل معك لتحديد الميعاد .
مرَّ أقل من أسبوع ولا أدري كيف أشرح لكم شعوري الآن , ولا حرب الأفكار الشرسة التي كانت تدور في ذهني .
لن أزعجكم بهذه الأفكار فقد تستطيعون تصور بعضٍ منها .
إنَّها الساعة العاشرة من مساء يوم الثلاثاء ….
تحديد موعد آخر
يتصل بي تامر ويُخبرني بأن مدير أعمال الدكتور مصطفى إتصل به , وغداً سنتقابل مع الدكتور مصطفى في تمام الساعة العاشرة مساءاً في منزله .
ذهبنا في الميعاد وكنت في غاية العجل لأنني أخيراً سأجد الإجابات الكاملة التي أحتاجها لحل مشاكلي , وأيضاً سأجد التفسيرات لما حدث هذا الأسبوع .
وتامر كان مثلي في حماستي , فكان الفضول لديه قاتلاً , وكان يُريد أن يستمع لاعتقاده التام بأنَّه سيستفيد من هذه التجربة .
وصلنا المنزل , وتم اصطحابنا إلى غرفة المكتب الخاصة بالدكتور مصطفى .
العاشرة و 15 دقيقة يدخل علينا الدكتور مصطفى في غرفة مكتبه التي ننتظره فيها .

تبادلنا التحية , ورُغم ما مررنا به أنا وتامر من ضيقٍ وحيرة وألم نفسي مما حدث معنا , إلا أنَّ رغبتنا القوية في فهم الحقيقة وفهم ماحدث , جعلتنا ننسى هذه المشاعر , وجعلتنا أكثر حماساً للإستماع .
وجلسنا بعد تبادل التحية لكي نستمع للدكتور مصطفى , وأخيراً سيتم حل جميع الألغاز .
وبدون أي مقدمات , تحدث الدكتور مصطفى قائلاً :- غداً الخميس في تمام الساعة الثامنة مساءاً سوف تذهبون إلى هذا العنوان , ثمَّ أعطانا ورقة بها العنوان .
قلت :- يادكتور , لقد وعدتنا بأنَّك …..
الصدمة
قاطعني , ثمَّ قال :- سيتحدث معكم مدير أعمالي لتحديد ميعاد قادم .
فقال تامر :- وماذا سنفعل في هذا العنوان يادكتور , فنحن لا ندري …..
ثمَّ قاطع تامر بقيامه وقوله لنا :- انتظرو مكالمة من مدير أعمالي , ثمَّ أشار بيديه لنا بالإنصراف .
خرجنا من عنده وقد تحول شعور التعجب والحيرة إلى غضب .

وقد ازداد غضبي وانفعالي على تامر لأنَّه دلَّني على هذا الرجل البغيط , ووصفت هذا الدكتور بأبشع الأوصاف والشتائم .
وصلت للمنزل وأنا غاضبٌ بشدة , ولكن يوجد شعور لا إرادي يوحي لي بأنَّ هناك لغز ما يجب عليَ حله .
وجلستُ استرجع كل الأحداث التي مررت بها منذ مقابلة الدكتور مصطفى , وبالطبع بعد أن هدأتُ قليلاً قررتُ أن لا أُكمل هذه الرحلة .
وجلست أُفكر فيما إذا كان هناك مؤامرة حول كل ماحدث معي أم لا , ولم أستمر بالطيران في هذه الأفكار كثيراً , فقد قاطعها تامر باتصاله بي .
كانت المُكالمة هذه المرة من تامر مُريبة بعض الشيئ , حيث تأكدتُ أنَّ هناك أمورٌ تُدبر ضدي , ولكن ماذا أفعل ؟ !!!
يُتبع بإذن الله في الجزء الثالث من هذه القصة …..
أنس النجار
تابعونا لقراءة العديد من المقالات والقصص المُلهمة للنجاح في مدونة استيقظ