كيف تقوم بحل أي مشكلة
كيف تقوم بحل أي مشكلة

كيف تقوم بحل أي مشكلة , هذا ماستتعلَّمه في هذا المقال , فعندما تواجهنا مشكلةٍ ما في حياتنا , فإنَّ تصرفاتنا وكيفية تعاملنا مع هذه المشاكل تختلف من شخصٍ لآخر .

فيوجد فئات مختلفة من الناس تتعامل مع المشاكل التي تواجههم , وسوف أقوم بشرح كل فئة في كل قسم………

القسم الأول :- الإستسلام 

لا تستسلم
حل اي مشكلة

فهناك من يستسلم ويضعف أمام هذه المشكلة , وبعد فترة من الوقت يقرر أن ينسحب من مواجهة هذه المشكلة .

والسبب في هذا الإنسحاب يكون في الغالب سببه الغريزة الإنسانية في الراحة .

فطبيعة الإنسان هي البحث عن الراحة , سواء كانت راحة نفسية أم راحة فكرية أم راحة جسمانية .

وهذه الفئة من الناس دائماً لهم مبررات قوية ومُقنعة حول سبب إستسلامهم , وعندما تتحاور معهم تجدهم منطقيين في أهدافهم ….

فتجدهم يقولون ماذا سنأخذ من هذه الدنيا , أو لماذا نضيع أعمارنا في صراعات طويلة , أو ماذا سيعود علينا حتى لو تم حل هذه لمشكلة , وغيرها من المبررات الكثير………..

والحقيقة أنَّ هناك أمراً أغفل عنه هؤلاء , سواء عن قصد أو عن غير قصد ….

ألا هو ( النجاح والفشل ) 

النجاح والفشل
النجاح والفشل

كيف تقوم بحل أي مشكلة

فالنجاح ضد الفشل , والنجاح عدو الراحة , إذاً نستنتج بأنَّ الراحة هي الفشل .

إنَّ الفاشلين هم أناس آثرو الراحة الفكرية والنفسية والجسدية .

والنتيجة أنَّهم يعيشون حياتهم كلها في شقاء وتعاسة وتعب ونكد من العيش .

فالنجاح يحتاج إلى محاربة الغريزة الإنسانية في الراحة والإنطلاق والتحرك لتحقيقه .

 وكذلك الأمر عند مواجهة أي مشكلة في الحياة , لأنِّ حل أي مشكلة يحتاج إلى شخص ناجح وليس شخص فاشل آثر الراحة بالإستسلام واختلاق التبريرات .

القسم الثاني :- الحزن على المشكلة 

الحزن على المشكلة
الحزن على المشكلة

كيف تقوم بحل أي مشكلة

هذه الفئة من الناس هي التي تبكي على اللبن المسكوب , أو تقوم بنشر النشارة .

فهؤلاء الناس عندما تواجههم أي مشكلة فإنَّهم يحزنون عليها كثيراً ويندبون حظهم العاثر الذي قادهم إلى هذه المشكلة .

ويقومون بالشكوى والضجر من هذه المشكلة , ويكون تساؤلهم الدائم مع أنفسهم أو مع الآخرين هو ……. لماذا حدث ؟!! …….لماذا أنا ؟!!

والحقيقة أنَّ هذه الفئة من الناس أخطر بكثير من الفئة الأولى , فالفئة الأولى لا تقوم بعمل أي شيئ .

أمَّا هذه الفئة فإنَّها تبذل مجهوداً عظيماً جداً في إستخراج التعاسة والحزن من هذه المشكلة .

استخراج الاحزان
استخراج الاحزان

كيف تقوم بحل أي مشكلة

فشكواهم المتزايدة تُزيد الحزن والكآبة في عقولهم , وتؤسِس لديهم عقلية مريضة لا تُنتج إلَّا أفكاراً سلبية في جميع مجالات حياتهم .

وستجد حياتهم مليئة بالحزن والتحسر على حياتهم أكثر من الفئة الأولى , فهم يحزنون على مافات , كحزنهم على اللبن المسكوب .

 فهل الحزن سيُعيد اللبن المسكوب إلى الكوب مرة أخرى ؟!!

هم بشكواهم وضجرهم يقومون بنشر النشارة فقط , هل تعلم نشارة الخشب التي يقوم النجارين بنشرها على ماكينات خاصة لتُصبح رقيقة .

هؤلاء يقومون بأخذ النشارة ثم يذهبون إلى هذه الماكينة من أجل نشرها مرة أخرى رُغم أنها تم نشرها من قبل .

فبدلاً من أخذ ألواح خشب لكي ينشروها فإنَّهم يأخذون النشارة .

وثقافة تعاملهم مع المشكلة هي البذرة التي يبذرونها في عقولهم , فلا تؤثر على هذه المشكلة فحسب , بل تؤثر على أفكارهم مدى الحياة .

وإذا تغذَّى العقل على أفكار سلبية ……. فماذا تتوقع ؟!!!

القسم الثالث :- التكيف مع المشكلة 

وهذه الفئة من الناس تقوم بالإستغراق الطويل في المشكلة , بمعنى أنَّهم يفكرون في المشكلة نفسها , يفكرون في كيفية حدوثها .

ويكون لديهم تساؤل وحيد ……..كيف حدث ذلك ؟!!

التكيف مع المشكلة
التكيف مع المشكلة

كيف تقوم بحل أي مشكلة

وقد يقضون أياماً وشهوراً في البحث والتفكير حول أسباب حدوث هذه المشكلة , وبالطبع يبذلون مجهوداً كبيراً للإجابة على هذا السؤال .

وفي الحقيقة فإنَّ هذه الفئة من الناس يقطعون ربع طريق النجاح , ولكنَّهم عند وصولهم لربع الطريق يقومون بتفجير أنفسهم .

فمحاولة فهم المشكلة هو نصف الحل , ولكنَّهم للأسف لا يُريدون ببحثهم هذا فهم المشكلة , بل يصبُّون تركيزهم في الأسباب التي أدت إلى هذه المشكلة .

لذلك فإنَّني عندما قلت لك بأنهم يقطعون ربع الطريق فإنَّهم يفجرون أنفسهم , لأنَّهم عند الوقوف على أسباب المشكلة فإنَّهم يتوقفون , لأنَّ هذا يعتبر إنجازاً قد حققوه .

وهو ليس بإنجاز كامل , بل في حالتهم يكون كارثة , لأنَّ الإنشغال المبالغ فيه في المشكلة لا يؤدي إطلاقاً إلى حلِها , بل يزيدها تعقيداً .

لأنَّ أسباب المشكلة قد تكون غير مقصودة أو غير حقيقية , لكنَّ عقولهم ستُصدقها وستتعامل معها بعدوانية أو بأمرٍ مُسَّلَم به .

وبالتالي التعمُق في الأسباب سوف يخلق العديد من المشاكل والمُصادمات .

 فعندما يتوصلون إلى الأسباب سيجدو العديد من المشكلات الفرعية التي ظهرت لهم .

هذه المشكلات الفرعية ستجعل من حل المشكلة الرئيسية أمراً مُستحيلاً , وستجعل هؤلاء الأشخاص في دوامة من المشكلات الجديدة التي تنفجر فيهم مرة واحدة أو على عدة مرات .

فكان ذلك السبب الذي جعلني أقول أنَّهم يفجرون أنفسهم في ربع الطريق وليس منتصفه , فأصبح الفشل في ربع الطريق إنجازاً , لأنَّهم إنْ تقدَّمو أكثر فإنَّ الخسائر ستكون أكثر .

ففشلهم يُصبح نجاحاً لديهم , وهذا بسبب طريقة تفكيرهم .

القسم الرابع :- حل المشكلة 

وفي هذا القسم يجب أن تنتبه عزيزي القارئ , لأنَّ هذا ما يجب عليك أن تفعله …..

التكيف مع المشكلة
التكيف مع المشكلة

كيف تقوم بحل أي مشكلة

فحل أي مشكلة يستوجب أولاً وقبل أي شيئ أن تفهم المشكلة جيداً , بدون أي مشاعر غضب أو كره أو إنهزام , يجب أن تُفكر بعقلانية .

وبعد فهم حقيقة هذه المُشكلة يجب أن تُقرر بنفسك أي من الطريقين التالي ذكرهما ستبدأ فيه أولاً …….

إن رأيت أنَّ هذه المشكلة تؤدي إلى المزيد من الإستنزاف أو تزداد حدتها كما تزداد النيران إنتشاراً إذا لم يتم إخمادها , أو معركة بين مجموعتين من الرجال .

وهنا يجب عليك أن تُفكر بسرعة فيما يجعلها تتوقف أولاً , ثم تنتقل لمرحلة أخرى …..

وهي أصعب مرحلة وإن تبين لك سهولتها …..

وهي مرحلة عدم الإنجراف في أي مشاعر , أو الإنجراف في أيٍ من الأقسام السابقة .

والأهم هو أن لا تعيش كثيراً في هذه المشكلة , بل يجب أن يكون لك هدف مباشر من التفكير في هذه المشكلة , وهذا الهدف هو فهمها جيداً .

وحاول أن تؤدي هذه المهمة بإنجاز , لأنَّ الإفراط في التفكير حول المشكلة خطر كبير .

ومرحلة عدم الإنجراف في أي مشاعر وإن تببن لك سهولتها إلَّا أنَّها صعرة التنفيذ .

لأنَّها حربٌ نفسية وفكرية مع ذاتك , وهذه النقطة عليها الكثير من الأمثلة لن أذكرها إختصاراً للمقال , وأعتقد أنَّها واضحة .

بعد ذلك تعامل مع المشكلة وكأنها رقعة شطرنج تستمتع باللعب بها ….

لأنَّ الحزن والقلق والتوتر لن يُساعدك في التفكير بصورة جيدة , حتى وإن استخلصت أفكاراً جيدة بهذا التوتر , فإنَّ بإمكانك تحقيق إنجازٍ أكبر  .

الأسئلة هي أهم الوسائل :-
الأسئلة
الأسئلة

كيف تقوم بحل أي مشكلة

تعامل مع المشكلة بالأسئلة , وهذا بعد أن تم إيقاف نزيف المشكلة  ………

كيف حدث ذلك ؟!!!

وللإجابة على هذا السؤال يجب أن تدرس المشكلة حتى تفهم الأسباب التي أدت لها .

فقد تكون أسباب المشكلة مثلاً هو عدم فهم أطراف المشكلة لبعضهم البعض , أو تكون بسبب أنَّك وطرف المشكلة حدث بينكم سوء تفاهم .

فقد يكون الطرف الآخر مُحِقاً وأنت أيضاً مُحِق , لكن حدث أحد الأمرين …..

إمَّا إلتباس الفهم لديكم لأي سبب .

أو تآمَرَ عليكما شخص ليوقع بينكما .

وفي الحالتين بمجرد فهم أسباب المشكلة تستطيع حلها بسهولة , لكنَّ الأمر يحتاج إلى بعض التفكير وبعض التحكم في المشاعر .

وإذا كانت المشكلة سببها عدم قدرتك أنت على النجاح في هذا الأمر , فهذا سيجعلك تُراجع أفكارك وتُنمي نفسك حتى لا تتكرر معك المشكلة .

واحذر هنا أنَّ فهم المشكلة يجب أن لا يطول كما هو الحال في القسم الثالث , بل يجب الإنجاز في ذلك , لأنَّ فهم المشكلة قد يكون هو حلها أو نصف حلها .

فهم المشكلة
فهم المشكلة

كيف تقوم بحل أي مشكلة

والنصف الآخر يكون ببذل المزيد من التفكير والأسئلة .

وكما قلت فإنَّ الأسئلة ستُفيدك جداً في الإنجاز , حيث أنَّك ستوجِه تفكيرك نحو هدف؟ محدد دون تشتيت .

فإذا كنت صاحب شركة وكانت مشكلتك في المبيعات ..….

اجتماع عمل
اجتماع عمل

كيف تقوم بحل أي مشكلة

فعندها يجب أن يكون سؤالك الأول هو لماذا مبيعات الشركة منخفضة ؟!!

وعليك أن تتناقش مع نفسك ومع الموظفين للبحث عن إجابة على هذا السؤال .

 وبالتأكيد ستصل في النهاية لأصل المشكلة .

بعد ذلك تنتقل للسؤال التالي …..

كيف يتم حل هذه المشكلة ؟!!

فمثلاً إذا تم إكتشاف أنَّ المشكلة في أحد أقسام الجودة ……

فيجب أن يكون السؤال عن كيفية حل هذه المشكلة , ثم تنتقل للسؤال عن كيفية تطوير هذا القسم …..

ثم تنتقل إلى مرحلة كيفية زيادة المبيعات بعد إصلاح المشاكل في هذا القسم , ثم تنتقل إلى كيفية تطوير المنتج من أجل زيادة المبيعات , وهكذا ……..

فمرحلة الأسئلة هي أهم مرحلة لحل أي مشكلة , وبالطبع تختلف الأسئلة حسب طبيعة كل مشكلة , ولعلَّ مثال المبيعات يوضِّح كيفية التعامل بالأسئلة .

ولا تكتفي بالتوصل لحل المشكلة أو التوصل لأفكار , بل يجب أن تتحرك في التنفيذ , وإلَّا كانت الأفكار والمناقشات لا قيمة لها على الإطلاق .

وفي نهاية هذا المقال أرجو أن أكون أفدتكم فيه .

 وإذا لديكم أي استفسار أو تعقيب فاكتبواْ لي في التعليقات …

أنس النجار

تابعونا لقراءة المزيد من المقالات الملهمة للنجاح في مدونة استيقظ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!