النجاح والثانوية
النجاح والثانوية

 ينهار طلاب المرحلة الثانوية عندما لا يحصلون على الدرجات التي تؤهلهم لدخول كليات سُميَت بكليات القمة .

وسبب تسميتها بكليات القمة , لأنها تحتاج إلى حصول الطالب على درجاتٍ مرتفعة تؤهله للدخول لهذه الكليات .

وأهالي الطلاب هم أكثر توتراً وقلقاً على الدرجات التي يحصل عليها أبنائهم آخر العام , لأنَّ هذه الدرجات هي التي ستُحدد مستقبل الإبن أو الإبنة .

هذا الكلام عزيزي القارئ للأسف هو قمة السخافة والتدهور الفكري والثقافي المنتشر في مجتمعاتنا العربية .

أنا لا أُقلل من قيمة وأهمية التعليم , ولا أُقلل من تفوق الطلاب الذين حصلو على أعلى الدرجات .

ولكن هل التفوق التعليمي وحده كافٍ ؟

ما مصير من لم يحصل على أعلى الدرجات ولم يدخل إحدى كليات القمة ؟

هذا ما أريد أن أتحدث معكم فيه في هذا المقال , وأتمنى من الطلاب وأهلهم قراءة هذا المقال الذي أتمنى أن يكون إضافة قوية لهم .

هل الثانوية هي التي تحدد المصير ؟

هل الثانوية هي التي تحدد المصير ؟
هل الثانوية هي التي تحدد المصير ؟

من الذي يُحدد مصير ومستقبل أي شخص مهما كان بعد الله تعالى , إنَّه نفس الشخص وليس أحداً غيره , نعم أنت عزيزي القارئ هذا الشخص .

فأنا أتمنى كما يتمنى الجميع بأن يكون أبنائهم وبناتهم متفوقين تعليمياً , لكنَّ النجاح لا يقتصر على نيل أعلى الدرجات ودخول كلية محددة .

فالمفترض في التعليم الصحيح أن يدرس الطالب المواد الدراسية حسب مواهبه وإمكانياته .

فشخص لديه موهبة تحليل الأشخاص ودراسة سلوكهم ينبغي أن يلتحق بكلية لدراسة علم النفس أو علم الإجتماع أوغيرها .

وشخص لديه موهبة الحسابات ينبغي أن يلتحق بكلية التجارة أو الإقتصاد أو غيرها من الكليات التي تدرس علم الأرقام والحسابات .

وشخص محترف في استعمال الحاسوب ينبغي أن يلتحق بكلية الحاسبات لدراسة البرمجة والذكاء الاصطناعي  .

وهناك العديد والعديد من الأمثلة , والتي يجب أن يكون التعليم الرسمي مهتماً بها لتحقيق التنمية للطالب في هذا المجال , حتى يتخرَّج ويُفيد المجتمع .

والسؤال هنا …..لماذا مُفترض على جميع هؤلاء الطلاب الإلتحاق بكلية الطب أو الهندسة أو أي كلية أخرى لا علاقة لها بمواهبهم .

هل هذا من أجل الوضع الإجتماعي ونيل إحترام الناس ؟!

هل الإلتحاق بكلية محددة سيكون دليل النجاح الوحيد ؟!

وهل هوالسبب الوحيد لنيل إعحاب وتقدير الناس من حولك ؟

فنجاحك هو من يُحدد وضعك الإجتماعي وهو من يُزيد إحترام الناس لك .

فعندما تدخل كلية لها علاقة بموهبتك , وتتفوق فيها لتكون مُعيداً ثمَّ أستاذاً جامعياً , عندها ستنال وضعاً إجتماعياً أقوى بكثير من وضع طبيبٍ عادي .

وهناك من يحلُم بالتجارة , وبالفعل يجتهد لُيصبح رجل أعمال مرموق , ولوالتحق بإحدى كليات القمة مانال هذا النجاح أبداً طيلة حياته .

وهناك من هو محترف أجهزة الحاسوب , فالتحق بكلية الحاسبات لدراسة البرمجة , وأصبح ذا شأنٍ عظيم في مجال البرمجة والذكاء الإصطناعي .

ماذا تفعل إن لم تحصل على درجات مرتفعة ؟

ماذا تفعل إن لم تحصل على درجات مرتفعة ؟
ماذا تفعل إن لم تحصل على درجات مرتفعة ؟

إذا لم تحصل على المجموع الذي تُريده في السنة الدراسية الأخيرة فلا تيأس وتستسلم وتعتقد أنَّ مُستقبلك قد انهار .

إبحث عن شيئ بداخلك ترى نفسك متفوقاً فيه , وترى أنَّك ستُحقق من خلاله النجاح والسعادة في حياتك .

فالنجاح الحقيقي والحرية الحقيقية والسعادة الحقيقية , ( إذا أردت أن تعيش الحرية الحقيقية ) هو أن تفعل ما أنت تُريده , لا أن تفعل ما أنت مجبورٌ عليه .

وإن كانت هذه النظرية لا تصلح بكل الأوقات والظروف , لكنَّها تصلح هنا في هذا التوقيت الحساس للإختيار .

فلماذا تُقهر نفسك وتقتل مواهبك الداخلية من أجل نيل رضا وإعجاب الناس بالإلتحاق بكلية لا تُناسب قدراتك أو مواهبك .

الناس ستلتف حولك فترة ثمَّ ستتخرَّج وستكون شخصاً عادياً , والشخص العادي هو شخص غير ناجح أو مُبدع , تذكر هذا  .

أمَّا السعادة والنجاح الحقيقي أن يكون قرارك بإرادتك الكاملة لإختيار مستقبلك وتحقيق النجاح والتفوق فيه , وصدقني ستنال إعجاباً واحتراماً أكثر بكثير .

فلا تقتل مواهبك وأحلامك وأفكارك من أجل أحد , فلن ينفعك إلا نفسك , وأنت سيد مصيرك .

مسؤولية الأبوين تجاه أبنائهم

مسؤولية الأبوين تجاه أبنائهم
مسؤولية الأبوين تجاه أبنائهم

إسمحو لأبنائكم أن يختارو مستقبلهم , وساعدوهم على إكتشاف مواهبهم وإمكانياتهم وإتجاهاتهم , فليست لديهم الخبرة الكافية مثلكم في الحياة .

ويجب أن يكون هدفكم هو نجاح أبنائكم فقط , لا كيفية نيل الإعحاب من الجميع بدخولهم كلية محددة .

أعلم أنَّ الأمر صعبٌ بعض الشيئ وفيه مخاطرة عظيمة , لكن واجبكم أن تُعينوهم وتمدو لهم يد العون والمساعدة .

وانظرو حولكم وستجدون أشخاصاً قد حققو نجاحاتٍ عظيمة بدون التفوق التعليمي , بل ستجدون من لم يُكملو تعليمهم .

وكثير من أشهر الناجحين في العالم لم يكملو مسيرتهم التعليمية .

وأنا لا أقصد بكلامي أن لا تُشجعو أبنائكم على التفوق الدراسي , بل أقصد أن لا تتوقف الحياة حول دخول كلية من عدمها .

وأنَّ النجاح الأكبر لهم في حياتهم هو أن يتفوفو في الدراسة , بشرط أن تُخبروهم وتُعينوهم على حسن اختيار الكلية المناسبة .

وإن حصلو على أعلى الدرجات التي تؤهلهم لكليات القمة , فافسحو لمواهبهم وقدراتهم وإمكانياتهم أن تختار الكلية المناسبة لهذه المهارت .

وأن يُهملو فكرة أنَّ النجاح يكمُن في الإلتحاق بكلية محددة , بل علموهم أنَّ النجاح بأيديهم , وأنَّهم من يستطيعون تحقيقه , فهم من سينجحون وليست الكلية .

كيف تنجح في حياتك ؟
مسؤولية الأبوين تجاه أبنائهم
مسؤولية الأبوين تجاه أبنائهم

وعلى الجميع أن يعلم أنَّ النجاح يحتاج إلى تعليم , فليس في الحياة شيئاً مجانياً , لكنَّه تعليمٌ دائم غير مرهون بعددٍ محدودٍ من السنوات .

لأنَّ الإنسان الذي يُريد ويسعى للنجاح , يظل طيلة عمره يتعلَّم دون توقف وحتى الممات , وإن اكتفى من التعليم فهذا بداية الفشل .

وهذا التعليم ينقسم إلى نوعين :- 

النوع الأول / خوض التجارب في الحياة لنيل التعليم الأعظم فيها , وهو تعلُّم الخبرات والتجارب من شتى المواقف , وهو مالا يتم تعليمه في المدارس الرسمية للأسف .

النوع الثاني / القراءة العامة أو الخاصة 

فأمَّا القراءة العامة فهي أن تقرأ من شتى مجالات الكتابة , لكي تُعينك على المعرفة بجانب تجربة الحياة , فتتولَّد لديك الثقافة اللازمة لك للنجاح في حياتك .

وأمَّا القراءة الخاصة فهي أن تدرس وتقرأ عن المجال الذي اخترت النجاح فيه , والحصول على الدورات التدريبية المناسبة له .

فالقراءة أمرٌ ضروري جداً للنجاح في حياتك العامة , لأنَّها ستعمل على إنفتاح عقلك للحياة ولأهدافك .

كما أنَّ الحياة قد اشتدت بها السباقات المتعددة للنجاح , والقراءة والتعلُّم سيُعينانك على أن تنال نصيبك من هذا التنافس السريع جداً .

إحذر من خدعة النجاح
إحذر من خدعة النجاح
إحذر من خدعة النجاح

الكثير يقع في فخ النجاح الذي تحدثنا عنه في مقالٍ سابق , وفي الإلتحاق لإحدى كليات القمة قد تقع في هذا الفخ .

إنَّه فخ الإكتفاء , بأن تكتفي بدخولك لكلية محددة وتعتقد أنَّك حققت النجاح , فلا تبذل إلَّا مجهوداً يكفيك للتخرج معتقداً أنَّ اللقب الذي ستحصل عليه بعد التخرج كافياً .

فعندما تشبع من النجاح تُغلَق أمامك كل الآفاق والأفكار والطموحات , لأنَّ عقلك تجمَّدَ عند نقطة محددة من النجاح .

ومن أجل النجاح يجب أن تكون جائعاً بشدة لتحقيق المزيد من النجاح , فهذا هو الدافع الأعظم للإستمرار على خُطى الأهداف والنجاح .

فاسعى للنجاح دائماً بكل ماتملكه من إمكانياتٍ تعليمية أو مادية أو إجتماعية .

 فالنجاح له آلاف الطرقات التي تؤدي إليه , فلا تُغلق على نفسك كل هذه الطرقات من أجل طريقٍ واحد .

فالنجاح لا يحتاج إلى كلية محددة ولا ظروفٍ محددة , النجاح قرارٌ منك وإصرار وعزيمة .

تابعونا لقراءة العديد من المقالات الملهمة للنجاح في مدونة استيقظ 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!