كشف خديعة الإختفاء
كشف خديعة الإختفاء

 قاطعه سالم :- كنت أعلم بأنَّ الأستاذ مهدي سيختفي منذ أسبوع .

نزلت هذه الكلمات كالصاعقة على يحيى الذي قبض فرامل السيارة بشدة دون سابق إنذار , مادفعه وسالم للإرتطام بالسيارة رغم إرتدائهم حزام الأمان , ونجَّاهُم الله من إصطدام سيارات كانت خلفهم .

وبدلاً من إعتذار يحيى للسيارات التي خلفه ولحياته وحياة سالم التي كانت في خطر …

حوار في السيارة

صرخ يحيى في سالم :- ماذا تقول ؟!!!

قال له سالم :- إنَّها ألاعيب سياسية يا يحيى , ويبدو أنَّ هُناك مؤامرة تُحاك , وللأسف رئيس التحرير مُتورط في هذه الأُلعوبة السياسية .

قال يحيى :- أنا لا أفهم ياسالم  .

قال سالم :- لا تعتقد أنني أفهم أيضاً , فلديَّ بعض المعلومات الأولية من هنا وهناك , لكنَّني حقاً لا أفهم , ولا أفهم من هم المُتآمرون .

حتى رئيس التحرير لا أعلم إن كان مُتآمراً أم لا , فقد يكون هو ضحية , لكنه على الأقل يعلم بقضية الإختفاء .

قال يحيى :- أعتقد أنَّ كلامك صحيح ياسالم , فلا أدري لماذا ساورني الشعور بطمأنينة الزوجة وهي تتحدث معنا , لم يبدو عليها أي قلق على زوجها , وإن كانت تحاول أن تتصنع القلق طوال المؤتمر الصحفي  .

قال سالم :- أنا رأيت ذلك أيضاً , فهل ستُشاركني في حل هذا اللغز ؟!!!

قال يحيى :- رُغم خطورة النتائج علينا أياً كانت , إلَّا أنِّ فضول التحقيق لن يتوقف بداخلي حتى يتم حل هذا اللغز , أنا معك للنهاية ياسالم .

قال يحيى :- ولكن ماذا سنفعل في الحزب ؟!!

قال سالم :- ستأتي وستعرف , إنطلق الآن , وتولى القيادة بهدوء فقد حفظنا الله من حادثة بسببك .

في مقر الحزب

وصل سالم ويحيى إلى مقر الحزب , وعندما وصلا إلى السكرتارية , تفاجأ يحيى بأن السكرتيرة تقول لسالم :- إنَّ الأستاذ ممدوح غراب ينتظرك منذ نصف ساعة .

نظر يحيى إلى سالم بنظرة تملؤها خيبة الأمل  .

 وقد توقع سالم هذه النظرة على وجه يحيى , فقال ليحيى :- أدخل الآن يا يحيى  .

دخلا سوياً , وبالفعل كان الأستاذ ممدوح بانتظار سالم وهو متوتر , وقد ازداد توتره عندما رأى يحيى يدخل مع سالم .

تبادل الرجلان التحية ثم تحدث سالم إلى يحي :- أقبل يا يحيى والقي التحية على الاستاذ ممدوح , أقبل يحيى وهو في حيرة ليُسَّلِمَ على الاستاذ ممدوح , وبعدها قال سالم للأستاذ ممدوح :- هذا صديقي وزميلي في الصحيفة يحيى .

ثم توجه ليحيى وقال :- بالطبع أنت تعرف الأستاذ ممدوح غراب رئيس حزب الصباح .

ثم قال للأستاذ ممدوح :- لا تقلق يا أستاذ سالم , فأنا أثق جداً في يحيى .

ثم قال ليحيى :- إجلس واسترخ , فأنا أعرف أنَّك قلقٌ من كونك قد علمت بأنَّ الاستاذ ممدوح ينتظرني , وأعلم بحقيقة التساؤلات التي تدور في ذهنك حول علاقتي به وبالحزب , أنت محق , فعلاقتي بالأستاذ ممدوح والحزب منذ زمن قريب .

فقال يحيى لسالم :- إذاً أنا أصبحت الآن جزء من أُلعوبة سياسية أخرى , وأنت ياصديقي من جعلتني طُعماً .

قال سالم :- يحيى أنت لا تفهم حقيقة الأمر جيداً , فالوضع أعقد مما تتوقع , فلقد ….

قاطعه يحيى :- وماذا كان هدفك من الهجوم على الحزب وعلى الأستاذ ممدوح ؟!!!

هل كانت هذه المعارضة المصطنعة في مقالاتك ضدهم بالإتفاق مع رئيس التحرير أيضاً ؟!!!

هنا تدخل الأستاذ ممدوح قائلاً :- لا علاقة للحزب بصحيفتكم يا يحيى .

فقاطعه يحيى :- كيف تقول ذلك وهناك من يعمل لديك في صحيفتنا .

رد عليه سالم بغضب :- أنا لا أعمل لدى أشخاص , ولستُ منافقاً بإزدواجية المبادئ والأهداف يا يحيى .

فقال يحيى :- وماذا تُسمي ذلك ؟!!!

رد سالم :- أنا أعمل بما أنا مُقتنع به , ولا أكتب إلَّا ما أنا مُقتنع به , وأنت تعلم ذلك .

قال الأستاذ ممدوح :- يا يحيى أنا لم أُقابلك من قبل , ولكنَّ سالم كان يمدحك دائماً , وكنت مُتشوقاً للقائك , حتى تفاجأت بك تدخل عليا مع سالم , ولم أكن أتوقع لقائك الآن .

لكن ما إن جئت إلى هنا فعليك أن تعرف الحقائق , وتعلم أنَّ سالم مازال هو سالم الذي تعرفه , ولكن الشعارات قد لا تكون صالحة في كل الأوقات , وأعدك أنَّك ستفهم الأوضاع من حولك , لكن هناك قضية الآن يجب العمل عليها , وهي ما جاءت بكما إلى هُنا , وهي قضية إختفاء مهدي أبو النجا .

انس النجار

إلى اللقاء في العديد من المقالات والقصص الملهمة للنجاح في مدونة إستيقظ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!