كيف تقهر الإحباط والإكتئاب
كيف تقهر الإحباط والإكتئاب

كثير من الناس يُعانون من إحباطٍ شديد في حياتهم , فلا يجدون شيئاً مُمتعاً في حياتهم , وإذا سألتهم عن أحوالهم سيُجيبونك بإحدى الإجابتين …..

الإجابة الأولى :- قد يقول إنَّه مكتئب ويُعاني من إحباطٍ في حياته , وقد يذكر لك السبب , وقد لا يعرف السبب في تعاسته وإحباطه .

الإجابة الثانية :- قد يقول أنه يعيش , والكلمة في حد ذاتها هي الكارثة , وهي أصل حديثنا في هذا المقال .

فالكثير يعيش حياته لأنَّ القدر وإرادة الله تعالى شاءت له أن يتواجد في هذا العالم , لكِنَّه يعيش ولا يعيش .

يعيش حياته تحت إرادة الزمن , فاليوم يأكل ويشرب وينام ثم يأتي الغد ليُمارس طقوس حياته اليومية , والآن عمره خمسة وعشرون عاماً , وبعد عام يُصبح عمره ستة وعشرون عاماً .

لكن الخبر السيئ في حياته أنَّه يُعاني من إحباط وكارهٍ لحياته , فما السبب  ؟!!

السب عزيزي القارئ يكمن في نقطتين هما ( الروتين اليومي – عدم تحقيق شيئ ) 

الروتين اليومي 

إنَّ الإنسان بطبيعته عندما يألف شيئاً جديداً فإنَّه يكون كارهاً له في البداية , فمثلاً إذا استلم وظيفة جديدة فإنَّه يمر بعدة مراحل نفسية فيها …

المرحلة الأولى  :- قد يكون كارهاً لها في البداية , لكنَّ الإلتزامات المادية ومصاريف أسرته تُجبره على البقاء في هذه الوظيفة وتحمُّل أعبائها ومساوئِها  .

المرحلة الثانية :- يبدأ بالإعتياد على هذه الوظيفة , حيث يبدأ بألفة العمل والتواصل مع الموظفين وبناء الصداقات مع الموظفين , فيبدأ بإستقرار نفسي نوعاً ما .

المرحلة الثالثة :- تبدأ مهاراته بالتطور في هذه الوظيفة مما يجعله يبدأ بحبها والإرتباط بها والإجتهاد من أجلها .

المرحلة الرابعة :- هي مرحلة الإعتياد , وهي المرحلة التي يرفض فيها هذا الموظف ( الذي كان كارهاً للوظيفة ) أن يترك الوظيفة مهما جاءته من إغراءات .

المرحلة الخامسة :- هي مرحلة الملل من الإستقرار , فبعد إرتباطه بالوظيفة لم يجد شيئاً جديداً في حياته , ووجد أنَّ حياته تمر عليه بالزمن فقط , اليوم السبت وغداً الأحد إلى أن ينتهي الأسبوع فيبدأ اسبوعاً زمنياّ جديداً , أمَّا هو فيبقى على حاله .

والحقيقة أن الروتين اليومي المُعتاد هو ما يقتل العقل ويجعل حياتك تعيسة , فحينما تتوقف حياتك عن التقدم , فإنِّ عقلك يتوقف هو أيضاً عن العمل , وستجد فراغاً كبيراً في حياتك .هذا الفراغ هو من أهم مسببات الإحباط والإكتئاب في حياتك .

فحتى وإنَّ أجبرتك الحياة على روتين يومي كما حدث مع الموظف في المثال السابق , فيجب عليم أن تملأ فراغ حياتك بأشياء مُفيدة لك ومُمتعة .

عدم تحقيق شيئ

يجب أن تجعل حياتك لها معنى , حتى وإن أجبرتك الحياة على المسير في طريقٍ واحد , فعليك أن تخلق لنفسك مهارة تستفيد منها لتسير مع الحياة وتكون أنت والحياة من الرابحين  .

فمثلاً إبحث في داخلك عن مهارة تُحبها وتريد أن تنميها , وخصص لنفسك ولو ساعة يومياً في تنميتها وتطويرها , وضع خطة بأنَّك يجب أن تُحقق خلال العام الأول كذا وكذا ..

أوخصص لنفسك كل يوم ساعة , أو حتى ولو نصف ساعة كبداية في القراءة عن مجال محدد أنت تحبه وترى نفسك أنَّك ستُحقق منه إنجازاً .

كثير من كبار الكتاب كانو يعملون بوظائف , ولكنهم يخصصون وقتاً للقراءة والبحث , وبعد أعوام تكون لديهم المعلومات والخبرات الثقافية التي تؤهلهم لتأليف كتابهم الأول , والذي سيجعلهم يتحررون من حياتهم الروتينية .

لا أقول لك أترك الوظيفة الحالية , ولكن إذا خصصت كل يوم ساعة في مجال تختاره , فإنَّك ستسفيد ب ( ٧ ساعات )في الأسبوع , أي ( ٣٠ ساعة ) في اليوم , أي ( ٣٦٥ ) ساعة في العام الواحد .

  • كيفية توجيه العقل نحو النجاح
    إن أردت أن يعمل عقلك بشكلٍ صحيح وبنشاطٍ وبطاقةٍ إيجابية , فعليك أن تطور بعض المهارات التي تساعد على تحقيق ذلك . فلا يمكن للعقل أن يتصرَّف من تلقاء نفسه لفعل ذلك , إذ عليك أن تقوم بتوجيهه بإرادتك أنت لكي يعمل بهذا الشكل الصحيح . ولكي ترتقي بمستوى عقلك… Read more: كيفية توجيه العقل نحو النجاح

ماذا سيكون وضعك إذا خصصت ٣٦٥ ساعة في العام لتنمية مهارة لديك ؟!!

لا تقل كيف أبقى لعدة أعوام حتى أحقق شيئاً واحداً , ولكن ماذا ستكسب إن تركت هذه الفكره , الحقيقة ستخسر ٣٦٥ ساعة على الأقل في العام الواحد .

٣٦٥ ساعة مُهدرة في العام الواحد , وتستطيع أن تجعلها ٧٣٠ ساعة في العام الواحد , الساعات هذه ستمُر عليك لا محالة , فلماذا لا تستفيد منها ؟!!!

هذه الساعات هي المفتاح الحقيقي لتحررك من وضعك الحالي , أو هي التي ستَقفِذ بحياتك للأعلى بعد أعوامٍ قليلة , أنت لاتتعجل النتائج , يكفيك أنَّك تفعل شيئاً هاماً  .

شعورك بأنَّك تنجز شيئاً ما هو الأهم , هو العلاج الحقيقي لك من الإحباط والإكتئاب , هو الذي سيجعل لحياتك معنى بأنَّك حققت شيئاً , ويمكنك بعد تحقيق إنجاز ما أن تبحث عن إنجاز آخر لتُحققه .

مراجعة الماضي 

والنتيجة أنَّك عندما تجلس مع نفسك ستجد أنَّك أنجزت شيئاً ولن تندم حينها على ضياع الفرصة .

فالكثير من الذين يبلغون السبعين والثمانين من عمرهم , ينتابهم الحزن والأسى , لأنهم في هذا العمر تُتاح لهم الفرصة لمراجعة حياتهم كاملة , وماذا حققو فيها , فلا تصل لهذا السن لكي تندم وتحزن على الفرص الضائعة .

عندما تبلغ هذا العمر ستعرف حقيقة إنجازاتك في الحياة , وعندها إمَّا إن تفتخر بحياتك , وإمَّا أن تعيش عمرك الباقي حزيناً على ضياع الفرص .

اخلق لنفسك الفرص من الآن , وتذَّكر أنَّ حياتك يجب أن تكون لها معنى , ويجب أن يكون لك هدف , لا تتعذر بالظروف , فالظروف ليست جيدة مع الجميع , لكنَّ الناجحين هم من خلقو ظروفهم بأنفسهم .

أمامك ساعات طويلة إستغلها الآن حتى تتحرر في حياتك .

وتذكر أن الناجحين مادامو يُنجزون في حياتهم , فإنَّ هذا يُعني أنَّهم يتعلَّمون , وما دامو يتعلَّمون فإنَّهم يستطيعون تطوير حباتهم وقدراتهم على إنجاز المزيد من النجاحات  .

انس النجار

تابعونا في العديد من المقالات والقصص المُلهمة للنجاح في مدونة إستيقظ 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!