من منَّا لا يُريد النجاح في هذه الحياة ؟!!!
الكثير يريد النجاح , أنا وأنت عزيزي القارئ من هؤلاء , فأنت تبحث عن الوسائل التي تُساعدك على النجاح في أمرٍ ما , وتقرأ الكثير من الكتب , وتدرس في العديد من الدورات التدريبية التي تُساعدك على النجاح الذي تُريده .
وأغلب الذين يسعون للنجاح , وقد تكون أحدهم عزيزي القارئ , يبحثون عن الأشياء الكبيرة والقوية من أجل النجاح , وقد ينجحون في تحقيق أهدافهم , ولكنَّهم يصطدمون بأمورٍ بسيطة تقضي على أحلامهم ونجاحاتهم .
فهناك أمور بسيطة يغفل عنها الكثير من الباحثين عن النجاح , وهذه الأمور البسيطة هامة جداً , وإن لم ترى منها فائدة الآن فهي ستنفعك على المدى البعيد , وإن لم تفعلها فسوف تندم على المدى البعيد .
فيجب أن لا تكون أهدافك على المدى الحالي فقك , بل يجب أن تُخطط وتضع البدائل على المدى البعيد .
والأمور البسيطة التي أُريدك أن تجعلها نصب عينيك إذا أردت النجاح تتلخص فيك أنت , أو بمعنى أدق هي أمور تخص جسمك , فالحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو أحق بها , ومن هذه الحكم ( العقل السليم في الجسم السليم )
وسوف أتحدث عن الجسم في ثلاثة نقاط فقط وهي ( النوم – الغذاء – الرياضة )
أولاً النوم
قد تتعجب حينما أحثُك على النجاح ثُمَّ أجعل أول الأهداف التي يجب أن تُحققها هي النوم .
نعم عزيزي القارئ فإنِّ النوم من آيات الله تعالى في خلقه , فقد جعل الله تعالى النهار للكسب والسعي في الأرض , وجعل الليل للنوم والإسترخاء , فكما جعل الله تعالى قيام الليل للتعبد والتقرب له تعالى , فقد جعله أيضاً سكناً لنا بعد سعينا بالنهار .
فسنة الله تعالى أن يكون النهار في السعي للرزق والنجاح ومتطلبات الحياة , والليل للنوم من أجل راحة العقل والجسد , حتى يأتي الصباح ونحن في قمة النشاط والحيوية من أجل مواجهة يوم جديد .
فإذا تبدَّلت الأحوال وجعلنا الليل للسهر سواء أكان السهر للتسلية أو حتى للعمل , فإنَّ هذا السهر أو قلة النوم بصفة عامة سيؤدي إلى ضعف مستوى التركيز , وسيجعلك في حالة تشتت وسيقل مجهودك العقلي والبدني .
لأنَّك قد خالفت إرادة الله تعالى كما أراد , واعتقدت أن النجاح يأتي مع قلة النوم , وهناك أصوات تنادي بقلة النوم من أجل النجاح , ولكن مالنتيجة التي ستنتظرها ؟!!!
إن لم تجد السلبيات الآن فسوف تأتيك على المدى البعيد , عندما تواجهك أمراض الضغط والقلب .
فماذا ستفعل حينها ؟!!…..وما فائدة النجاح حينها ؟!!…..ولماذا يجب أن نُضحي بصحتنا من أحل النجاح ؟!!!
هل يجب أن نخسر صحتنا في سبيل النجاح ؟!!!
النجاح هو أن تكون سعيداً بنفسك وتُحقق إنجازات متلاحقة في حياتك , فكيف تُكمل مسيرة هذا النجاح بجسم عليل ؟!!،
وكيف تُحقق السعادة في المرض والإجهاد والتعب ( إنَّ لبدنك عليك حق )
ولكن ليس معنى كلامي أن تجعل النوم صفة حياتك , بل هناك أوقات للنوم , وجميعها يجب أن تكون بالليل .
ولكن كم عدد الساعات الكافية لجسمك حتى تستيقظ نشيطاً ؟!!!
المُعدَّل الطبيعي يكون ما بين ٦ ساعات إلى ٨ ساعات , ولكن أجسامنا مختلفة , فقد يكفي ٤ ساعات لشخص , وقد لا تكفي ال ٨ ساعات لشخص آخر .
والأمر متروك لك أنت عزيزي القارئ , فيجب أن تُحدد ما يحتاجه جسمك من النوم , بدون زيادة عن الحد الطبيعي فتُصاب بالكسل وخمول العقل , أو إقلال متعمد للنوم يؤدي إلى التشتيت وعدم التركيز والكثير من الأمراض على المدى البعيد .
فأنت من سيحكم على نشاطه وعمله في اليوم التالي , وعليك أن تبحث و تسأل نفسك كم تحتاج من ساعات للنوم من أجل أن تستيقظ في اليوم التالي تؤدي عملك على أكمل وجه بمنتهى النشاط والحيوية والتركيز .
لا عليك من أحاديث الناس , فقد يحتاج جسمك من أجل أن تُباشر أعمالك إلى ١٠ ساعات , فلا يهمك حديث الناس عن أن ٦ ساعات تكفي , فقد تكفيهم هم وأنت لا .
فالهدف ليس عدد ساعات النوم , وإنما الهدف هو النجاح والعمل بنشاط وتركيز .
فإذا وجدت أن جسمك يحتاج إلى أكثر من ٨ ساعات وكل محاولات تقليل هذه الساعات عادت عليك بالسلب , فعليك أن تُنظم ميعاد نومك , فتنام باكراً حتى تستيقظ لميعاد عملك وأنت قد اكتفيت تماماً من نومك .
ثانياً الغذاء
فالغذاء ليس بالكم , وإنَّما بالكيف , وتنظيم الأكل واختيار الوجبات الصحية .
فلا يشترط أن تكون ثرياً حتى تعمل على تنظيم غذائك وتناول الأطعمة الصحية , فليس المجال هنا عن كيفية تنظيم غذائك وما هي الأطعمة الصحية , فيوجد العديد من الكتب والأبحاث والمقالات التي تتحدث عن هذه النقاط .
فغرضي من هذا المقال هو توجيهك إلى الأشياء التي يجب فعلها من أجل النجاح , وأنت عليك بالبحث والدراسة من أجل الوصول لهدفك , ومن ضمن هذه الأبحاث والقراءات يجب أن يكون من ضمنها البحث عن الغذاء الصحي , وأضرار عدم تنظيم الغذاء .
ومادمنا نتحدث عن الجسم من أجل النجاح , فعليك أن تهتم بغذائك كما تهتم بنومك .
ثالثاً الرياضة
الرياضة نوعان :- رياضة هواية , ورياضة إلزامية
رياضة الهواية هي مجال رياضي أنت تحب ممارسته , ككرة القدم أو التنس وغيرها …
وقد تُمارس هذه الرياضة مرة كل أسبوع أو مرة كل أسبوعين أو كل شهر , وهذه تمارسها للمتعة والترفيه النفسي لك , فأنت تكون سعيداً بممارستها .
ولكن يجب أن يكون لديك برنامج رياضة للإستفادة , رياضة تُلزم نفسك بها , فمثلا تحدد لنفسك أنك يحب أن تمارس مالا يقل عن ٦ ساعات في الاسبوع للرياصة .
ويمكنك تقسيمها حسب أعمالك وظروفك , فمثلا كل يوم ساعة لمدة ستة أيام أو ساعتين لمدة ثلاثة أيام وغيرها .
والرياضة هذه تكون من أجل الحفاظ على جسدك كي يبقى معك بصحة جيدة لأطول فترة ممكنة , ومن أجل النشاط الذهني , فالرياضة ليست تمارين لتحسين الصحة البدنية فقط .
وإنَّما لتحسين الصحة البدنية والصحة الذهنية والصحة النفسية .
وإذا أرت البحث عن الفوائد من ممارسة الرياضة فهناك العديد من الأبحاث حولها .
الخاتمة
جسمك أمانة إئتمنك الله تعالى عليه , وواجبٌ عليك المحافظة عليه , ومن أجل النجاح عليك أن تهتم بحسمك جيداً لأنَّك لن تستفيد من جسم وعقل مشوش .
وقد اخترت ثلاثة عناصر إذا اهتممت بها فسوف تُعينك بقوة على النجاح ومقاومة العقبات التي ستقابلك , أو ستُسرع من نجاحك , فإذا التزمت بها فسوق تحقق عشرة إنجازات بدلاً من تحقيق ستة أو سبعة .
انس النجار
تابعونا في العديد من المقالات والقصص المُلهمة للنحاح في مدونة إستيقظ