تأثير العادات على النجاح أو الفشل في حياتنا
تأثير العادات على النجاح أو الفشل في حياتنا

 هل حياتنا تتأثر بالعادات ؟!!!

ماهي العادة ؟ !! ….وماعلاقتها بالنجاح أو الفشل في حياتنا ؟!!!

إنِّ العادة عبارة عن فعل نُكرره باستمرار حتى يصبح أمراً روتينياً في حياتنا , فنفعله بدون إرادة منَّا أو وعي  .

فإذا خرجت من عملك وتوجهت لمنزلك , ثم أصابتك بعض الأفكار التي تُشتت ذهنك وتجعلك فاقداً لتركيزك أثناء سيرك , فسوف تُفاجأ بأنَّك وصلت لمنزلك وأنت لاتدري كيف حدث هذا .

هذه هي العادة , فلقد كررت الذهاب من المنزل إلى العمل لمراتٍ كثيرة جداً , فأصبح عقلك الباطن مُبرمَجَاً على هذا الطريق .

العادة والنجاح

ولكن ما علاقة العادة بالنجاح ؟!!!

الحقيقة أنَّ العادة قد تكون أهم سلاح من أسلحة النجاح أو الفشل .

لديك عزيزي القارئ العديد من العادات في حياتك , أنماط وسلوكيات في حياتك تُكررها وتؤديها عن طريق العادة لا الإرادة  .

قد تكون لديك عادة السهر ليلاً والإستيقاظ متأخراً , وهذه العادة مع كونها تضر بصحتك , إلَّا أنَّها تؤثر على حياتك اليومية , فقد تستيقظ عصراً فتجد أنَّ اليوم قد انتهى , وكنت نُريد أن تُنجز في يومك أي عمل , لكن يضيع بسبب إستيقاظك مُتأخراً والذي كان سهرك سبباً له .

هذه عادة سيئة , وعليك أن تجلس مع نفسك وتُحدد العادات السيئة التي يجب أن تتخلص منها , كالتدخين أو الإسراف في تناول أطعمة معينة أو عدم تركيزك أو الرهبة من التعامل مع الناس أو غيرها الكثير …..

ولن أُطيل الحديث عن ماهية العادات , وإنَّما سأتحدث عن كيفية التعامل مع العادات وجعلها مصدراً للنجاح  .

العادة عزيزي القارئ يجب أن تكون حذراً منها جيداً , فالناجحين لهم عادات كثيرة تُساعدهم على النجاح , بعض هذه العادات قد إبتكروها ونظموها جيداً لزيادة نجاحاتهم .

وعلى العكس فإنَّ الكثير من الفاشلين تملكتهم عادات سيئة كانت سبباً من أسباب بقائهم في دائرة الفشل .

التخلص من عادة الغضب

على سبيل المثال شخص كثير الإنفعال والغضب , ويسهل إثارة غضبه من أتفه الأسباب , هذا الشخص بالطبع حياته الأسرية والعملية غير مُستقرة , وإذا لم يكتشف هذه العادة السيئة بنفسه ويقتنع بوجودها , ثم يقتنع بوجوب حلها , فسوف تزداد حياته بؤساً  .

دعني أتعامل معك عزيزي القارى على أنَّك هذا الشخص , وليس بالضرورة أن تكون عادتك السيئة التي اكتشفتها هي الغضب , بل سأتحدث بصفة عامة عن أي عادة سيئة اكتشفتها , واكتشفت ضرورة التخلص منها , فأنا سأتعامل معك على أنَّها الغضب وأنت طَبِّقها على عادتك .

الآن عزيزي القارئ أنت اكتشفت عدة عادات عليك أن تتخلص منها .

الآن قُمْ بتدوينها في نوتة خاصة بك في صفحة واحدة بالترتيب , وقم بترتيب أولويات هذه العادات , بمعنى ترتيبها حسب أولوية ما يجب التخلص منها .

ثم بعد ترتيبها إفتح صفحة جديدة في النوتة الخاصة بك وسجل أول المهام التي عليك التخلص منها , وليكن الغضب أول العادات التي اخترت التخلص منها .

ضع خطة للتخلص من هذه العادة , تحدث مع نفسك كل يوم قبل النوم ( أنا هادئ – أنا بمزاج جيد – أنا متفاعل مع الآخرين – الجميع يحب التعامل معي- وغيرها من هذه الإيجابيات ) وكن على إيمان ويقين بأنَّ هذه الكلمات صادقة وتُعبر عنك تماماً , حيث يجب أن يتقبلها عقلك الباطن كأمر بديهي , وإياك أن تُخطئ وتقول لنفسك (سأتوقف عن الغضب – سأحارب غضبي – لن يعاملني أحد بسوء  ) وغيرها من هذه الألفاظ الخاطئة , لأنَّ العقل الباطن يأخذ بالكلمات التي ترددها في ذهنك فلو قلت لن أغضب , فسوف يتأثر بكلمة الغضب ويحللها لك في حياتك وتُصبح أمراً واجب النفاذ , فالعقل الباطن لا يُحلل الكلمات جيداً , بل هو مُتلقي فقط , يتلقى الكلمات ثم ينفذها .

تأثير الكلمة في الإسلام

وقد وضح لنا الرسول (صلى الله عليه وسلم ) قوة الكلمة , فقال [ الكلمة الطيبة صدقة ] 

وقال أيضا صلى الله عليت وسلم [ إن العبد ليتكلم بالكلمة , ما يتبين فيها , يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق  ]

وقال ايضاً [ اتقو النار ولو بشق تمرة , فإن لم تجدو فبكلمة طيبة ]

وغيرها من الأحاديث والروايات عن الصحابة في فضل الكلمة ع الآخر , فما بالكم بقوة الكلمة على الإنسان لنفسه  .

ويعد أن قمت بكتابة الكلمات لنفسك كل ليلة , عليك أن تُنفذ هذا عملياً , إذا تعرضت لموقف يستوجب غضبك ذَكِّر نفسك بضرورة الهدوء وتمالك الأعصاب .

وعليك أن تعلم أنَّ الأمر لن يكون سهلاً , فلن تجد تغيير العادة يمر بسهولة , بل ستجد الأمر شاقاً جدا في البداية .

لكن لا تيأس , ولا تستسلم إذا مرت عدة أيام ولم تجد أي تغيير , فأي عادة تُريد تغييرها تحتاج مالا يقل عن ثلاثة أسابيع , وقد تحتاج شهر أو أكثر للقضاء على هذه العادة , الأمر عائد إلى نوعية العادة ودرجة تمسكك بها , كما أنَّه عائد على إرادتك وعزيمتك 

فليس معنى مرور شهر أن تُحاسب نفسك وتتساءل لماذا لم أستطع التخلص من هذه العادة , وأنت بداخلك مُتردداً وغير عازم , يجب أن تكون لديك العزيمة والإيمان الكامل بوجوب التخلص من هذه العادة , ثم بعد الإيمان تُباشر بالتخلص منها , وعليك أن لا تستسلم مهما طالت المدة , فلا تتوقف حتى تنتهي  .

كما يجب أن تعلم عزيزي القارئ أنَّ ما ذكرت ليس كل الحديث عن العادات , فهناك عادات للناجحين .

عليك أن تُحاور الناجحين وتتعلم منهم العادات التي يفعلونها وتساعدهم على النجاح , أو تقرأ السير الذاتية عن الناجحين .

قرر ماذا تُريد أن تكون أولاً وما هي أهدافك , ثم إبحث عن الناجحين في الحياة وحاورهم أو إقرأ عنهم في الكتب , أو إبتكر لنفسك عادات تُساعدك على النجاح .

في نفس النوتة أدرس هدفك جيداً , ثم ضع لنفسك عادات يجب أن تفعلها , فمثلاً أنت تُريدأن تكون كاتباً , إذاً حدد نوع الكتابات التي ستكتبها ثمِّ حدد لنفسك يومياً برنامج لقراءة كتب , ضع لنفسك هدفاً من القراءة , واخلق لنفسك عادة القراءة اليومية في مجالٍ محدد .

قد تجد الأمر في البداية مُمتع بعض الشيئ , لكنك بعد عدة أيام ستجد صعوبة في الإنتظام اليومي للقراءة كما حددتها , وهذا أمر طبيعي  .

فالنفس البشرية لا تهوى الإجبار , راود نفسك وعوِّدها على الإنتظام في القراءة , الأمر سيزداد صعوبة عليك كل يوم , لأنَّ هناك عادة جديدة تضعها في عقلك الباطن من العدم .

لا تستسلم

فعقلك الباطن لم يكن يعرف هذه العادة الجديدة ولم يألفها من قبل , لم يعتاد على تلقي هذه المعلومات اليومية من القراءة , واظب حتى يُسَّلِم بهذه العادة , بعدها سيعتاد عقلك الباطن عليها , وتُصبح القراءة اليومية عادة لديك , وإذا مرَّ يوم بدون قراءة فسوف يكون يومك ليس سعيداً , لأنَّ عقلك قد اعتاد على أمر يومي تفعله بانتظام .

عزيزي القارئ , إبدأ من الآن بدراسة العادات التي يجب أن تخلقها من العدم , وادرس العادات التي يجب أن تتخلص منها , وأبدأ بعادة واحدة , فإن نجحت فانتقل للأخرى , رتبها حسب أولوياتك .

وإذا لم تنجح في الجميع فيكفيك أن تكون خلقت عادة وتخلصت من عادة , فعادة واحدة قد تغير حياتك للأبد  .

ولا تنس أن تجعل من عاداتك قراءة ورد يومي من القرآن الكريم , لتكون رابحا في الدنيا والآخرة , ولتتعلم من العادات الدينية أيضاً .

فاكتساب عادة دينية تُطغي عليك سعادة داخلية تُساعدك على النجاح بها , فابدأ بعادة دينية , وسوف تجد السعادة الإلهية تُساق إليك , فهذا يُسهل عليك عملك فيما بعد, لأنك ستكون قد نجحت في أول تجربة لك , فالنجاح في أمر ما سيعطبك شهية الإنتقال إلى نجاحات أخرى .

انس النجار

تابعو العديد من المقالات والقصص المُلهمة للنجاح في مدونة إستيقظ 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!