سلوكيات الإدارة الخاطئة
سلوكيات الإدارة الخاطئة

 إذا كنت رب أسرة , أو رجل أعمال , أو رجل إدارة بأحد الوظائف , أو تُمارس أي إدارة من أي نوع , أو تدرس إدارة , أو تَطمح في إدارة ما , أو تريد أن تتعلَّم النجاح في قيادة مجموعة من الناس , أو تريد أن تؤسس عائلة ناجحة , فإنَّ هذا المقال لك ….

بعض الناجحين في مجال الإدارة أيا كان نوعها يمارسونها بقلق شديد من عدم تحقيق المرجو منها , فتجد هذا المُدير يُباشر بنفسه جميع المهام الإدارية , ويُشغل نفسه بجميع الأشياء البسيطة والكبيرة .

وهذا خطأ يقع فيه الكثيرين , فهذا الأمر يُدمر المؤسسة التي يُديرها , كما أنَّ من يفعل ذلك يُدَّمِر نفسه أيضاً .

فلماذا هذا التعنت في الإدارة والأفكار ؟!!!

هذا الأمر لن ينفع وإنَّما سيضُر , عليك أن توَّزِعَ المهام الإدارية على أكثر من شخص , خصص لكل شخص منهم جزء من أعمال الإدارة , ونَّظِم هذا الأمر إدارياً .

بمعنى أن تكون أنت على رأس هذه الإدارات , فتكون المُشرف على تنفيذ المهام , تُعطي التعليمات لهؤلاء المديرين , وكل مدير منهم يُشرف على تنفيذ هذه المهمة مع طاقم الموظفين لديه , وأنت تُشرف على العمل من خلال هذا المُدير .

إدارة مؤسسة كبيرة

وإذا كانت المؤسسة كبيرة نظمها تنظيماً هرمياً , إجعل إدارات فوق بعضها , فإذا كان المديرين لديك عددهم عشرون مثلاً , فبالطبع لن تستطيع أن تُشرف عليهم جميعاً بكفاءة عالية .

بل اجعل على كل خمسة مديرين مُدير أعلى , عندها سيكون لديك أربعة مُديرين ستتعامل معهم مباشرة , ستقوم بتكليفهم وستُحاسبهم هم .

هذا العمل سيوَّفِر عليك وقت ومجهود كثير , وسيجعل مؤسستك تعمل بكفاءة عالية , فإنَّك لن تستطيع أن تُدير وتُشرف بنفسك على كل شيئ بمنتهى الدقة .

فإن فعلت ذلك وأصررت على المباشرة بنفسك ونجحت , فلن تُجني أرباحاً أو نجاحات أكثر مما فعلت , وسيزداد عليك الضغط والتوتر الدائمين حتى تفقد صحتك , وقد تتعرض لأزمة قلبية بأي وقت .

وهناك أمرٌ آخر من أجل النحاح الإداري , وهو الآراء والأفكار المُختلفة .

فهناك فرق بين المُدير الناجح والفاشل , فالناجح يستمع إلى آراء وأفكار الموظفين والمديرين عنده , ويدرس هذه الأفكار , فإن رأى أنَّها أفضل من آراءه فإنَّهُ يُنفذها على الفور .

أمَّا الفاشل فهو الذي يتمسك برأيه , ويعتقد بالإهانة إن رأى موظفاً أقل منه رتبة يعلوه في الفكر والرأي , فيرفض الفكرة لمجرد الإنفراد برأيه فقط , ومثل هؤلاء إمَّا الفشل أو الإستقرار  .

فالفشل معلوم أمِّا الإستقرار فأقصد به أنه ربما يكون هذا المدير ناجحاً , ويتمسك بآرائه لنجاحاته , فيظل في استقرار لنجاحه , وسأُشبه النجاحات بالأدوار , فمثلاً النجاح من عشرين طابقاً , وهذا المُدير في الطابق الخامس , فإنَّ نجاحه وأفكاره التي يتمسك بها ويرفض الإستماع للآخرين تجعله مُستقراً في الطابق الخامس .

في حين أنَّه لو استمع لآراء الآخرين فإنَّهُ قد يقفز إلى الطابق العاشر , لكنه يظل في مكانه لا يتحرك , ولا يسمح للآخرين بالقفز ولو لطابقٍ واحد .

إدارة الأسرة

وأيضاً وأنت كرَّب أسرة , قد تجد من زوجتك رأياً هو أصوب من رأيك , أو تجد من إبنك أو إبنتك رأياً أصوب من رأيك , عندها عليك القرار , إمَّا أن تتمسك برأيك وستفقد عدة أمور ….

فتنازلك عن رأيك لصالح رأي زوجتك أو أبنائك لن يُقلل منك على الإطلاق , وأنَّك إن فعلت ورفضت أفكارهم ستقتل مواهب أبنائك في أفكارهم ونفسيتهم , فعليك أن تُشجعهم على القيام بإبداء آرائهم وتشجيعهم على التفكير بطريقة إبداعية , لا أن تقتل أفكارهم .

الإسلام والإدارة

وأنت لست أعظم عقلاً وقيمة من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الذي كان يستشير أصحابه وزوجاته في أمور الحياة كلها , وهو أعظم الخلق , ويأتيه الوحي من السماء .

وقد كان (صلى الله عليه وسلم )  رُغمَ عظمته الإدارية , فإنَّه كان يوَّزِع المهام الإدارية على الصحابة أجمعين , فكان في أي موقف يُقسم ويوزع المهام الإدارية , وقد علَّمنا أن لو كان ثلاثة أشخاص مُجتمعين , فليجعلو منهم قائداً  .

وفي توزيع المهام الذي فعلها رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) نذكر منها باختصار :- 

اتخاذ الرسول من أبي بكر الصديق – وعمر ابن الخطاب (رضي الله عنهم)  المُستشارين الأكابر , وجعلهم على قمة الهرم الإداري للدولة الإسلامية , فكان المسلمين يأتمرون بأمرهم , لأنَّهم الأقرب لمركز إتخاذ القرار النبوي .

وقد أسند رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) إلى الصحابي –قيس بن سعد بن عبادة – مهمة الأمن الداخلي للدولة الإسلامية -وزير الداخلية – 

وكان المُتحدث والناطق الرسمي باسم الدولة وقائدها رسول الله هو -ثابت بن قيس بن شماس

وأُسندت مهمة الترجمة إلى -زيد ابن ثابت – وغيرها الكثير من المهام .

وقد استعان الرسول (صلى الله عليه وسلم ) بالكثير من الأفراد وجعل منهم أصحاب قرار , فمثلاً في الهجرة إستعان بدليلٍ يُرشدهم الطريق وجعله قائداً على نفسه الشريفة وصاحبه أبي بكر الصديق , دون إستعلاء منه , وهو أعظم الخلق , فقد قَدَّمَ الصالح العام على نفسه .

وعليك أن لا تتكبر إذا جعلت من شخص هو قائد لقضية ما , فهذا لن يقلل منك , بل سيجعل إدارتك تتقدم أكثر وأكثر  .

انس النجار

إلى اللقاء في العديد من المقالات والقصص المُلهمة للنجاح في مدونة إستيقظ 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!