الخوف من الفشل هو ما يقودنا إلى الفشل بكل تأكيد
فإن خفت شيئاً فسوف تجده يتحقق أمامك , وهناك مثلٌ شعبي مصري يقول ( اللي يخاف من العفريت يطلعله )
وبعيداً عن هذا المثل الشعبي , فإنَّ بعض الأمثال بها حكمة , وهذا منهم …
فخشيتك من الشيئ هي ماستخلقه في عقلك وفي حياتك بالفعل .
فكثيرٌ من الناس يمتلكون مواهب عظيمة , ولكن خوفهم من خوض التجارب يجعلهم يفشلون في أن يُخرجو هذه المواهب .
شخصٌ ما يُريد أن يفتتح مشروعاً تجارياً , وبعد أن يتقدَّم خطوة للأمام وها هو قد أوشك على إفتتاح هذا المشروع , وفجأة تجده يتوقف عن التقدُّم ويُلغي المشروع قبل إفتتاحه .
والحقيقة أنَّ السبب في تردده يرجع إلى الخوف من الخسارة , فهو يخشى أن يخسر ماله في هذا المشروع , أو أنًّه لن يُحقق الأرباح المتوقعة منه .
وشخصٌ آخر هو لاعب كرة قدم , يمتلك الموهبة العالية في هذه الرياضة , ويشهد له الجميع بذلك , ولكن عندما يدخل الملعب من أجل مباراةٍ هامة , فإنَّه يفشل فشلاً كبيراً داخل الملعب .
فما هو السر وراء هذه الأحداث وغيرها …….
السر في عقلنا الباطن
إنَّ عقلنا الباطن عندما يتلقى أمراً من العقل الواعي , وكان هذا الأمر صريحاً , فإنَّه سوف يقوم بتنفيذ هذا الأمر بمنتهى الدقة .
فمثلاً لو أنَّك تُجري سباق ركض مع بعض المتسابقين , وكنت خائفاً من عدم الفوز , فإنَّ ذلك لن يُساعدك على تحقيق الفوز .
وعندها ستلجأ لحيلة الإيحاء الذاتي , حيث تظل تردد عبارة أنا لن أفشل في الفوز , أنا لن أسقط أثناء الركض , والنتيجة من هذا الإيحاء ستكون الفشل والسقوط .
لأنَّ عقلك الباطن مثل لوحة تحكم الكمبيوتر , يُنفِّذْ التعليمات بدون مراجعة أو تنقية.
لذلك سيأخذ منك العقل الباطن عبارات الفشل والسقوط ويتعامل معها على أنَّها أوامر واجبة التنفيذ .
فلا تفعل هذا الأمر , فما تخشاه يجب أن تتحداه , وأثناء هذا التحدي إياك أن تُردد أو تفكر في أي عبارات سلبية على الإطلاق .
فالشاب الذي يخشى عدم الفوز في الركض يجب أن يكون إيحاءه الذاتي :- سوف أنتصر في هذا السباق , سوف أحقق المركز الأول وهكذا …..
ولكن هل هذا يكفي ؟!!
دعنا نتحدث قليلاً عن الشخص الذي يُريد إفتتاح المشروع …..
إنَّ هذا الشخص مشكلته الحقيقية تكمن في أفكاره , ومن أجل النجاح يجب تغيير أفكاره أولاً .
ولكن ماعلاقة تغيير الأفكار بافتتاح المشروع ؟!
إنَّ هذا الشخص يُفرط في التفكير وحسابات الأمور , والتفكير في أي شيئ هو أمر جيد , لكن الإعتدال والتوسط في أي شيئ مطلوب بشدة .
لأنَّ هذا الشاب تملكت منه مخاوفه , فتوجهت أفكاره كلها في إتجاه الفشل , فأصبحت الأمور أمامه سوداء تماماً , وأصبح عقله الباطن متشبع بكل الأفكار السلبية المتعلقة بخسارته أمواله ومشروعه .
والحقيقة أنَّ هذا خطأ فادح , فعندما تفكر في أي شيئ تريد تحقيقه فعليك أن تدرسه جيداً , وتدرس الخسائر والأرباح منه , وتقوم بعمل موازنة بين الأرباح والخسائر .
فقد تجد نفسك قد تخسر في البداية 30% , ولكنك تفعل كما يفعل من ينظر للكوب .
فعندما يمتلئ ربع كوب بالماء , فإنَّ هناك نوعين من الناس ينظرون إليه ……..
النوع الأول :- ينظرون إلى المساحة الفارغة ويقولون , إنَّ ثلاثة أرباع الكوب فارغة , ويغفلون تماماً الربع الممتلئ .
النوع الثاني :- ينظرون إلى الكوب فيرون أنَّ ربعهُ مُمتلئ , وعليه فإنَّهم إما يستغلُّون هذا الربع , أو يُضيفون إليه الماء لكي يمتلئ بالكامل .
وهذا هو الفرق بين عقلية الشخص المتردد والشخص الحازم .
فالشخص المترر دائما يخشى الخسارة , ولا يريد الخسارة , وهذا النوع من الناس يعيشون في فشلٍ مستمر , لأنَّهم يريدون تغيير سنة الله في الكون وفي الخلق .
أمَّا الشخص الحازم فهو يعلم بأنَّه سوف يسقط وسوف يفشل , لكنَّه لا يفكر نهائياً في الفشل ولا في السقوط .
لأنَّه عندما يتعرض لخسارة في مشروعه فإنَّه لا يعترف بأنَّ هذا فشل , بل يعتبره خطأٌ واجب الإصلاح , فيعمل على دراسة أسباب الخسارة وكيفية علاج المشاكل الذي اكتشفها , ثم وضع خطط للحد من الخسائر المستقبلية .
سر نجاح توماس أديسون
إنَّ توماس أديسون عندما سُإل ذات مرة عن كيفية فشلهِ حوالي 1000 مرة لكي يصل إلى نجاح تجربته , هل تعلمون ماذا أجاب ؟!
لقد قال :- لم أفشل , ولكنني جربت 999 تجربة خاطئة وقمت بتعديلهم حتى أصل للتجربة الناجحة .
هذه هي نوعية التفكير الذي يجب أن تكون عليها .
أنت تخشى الفشل , لذلك لن تجد سواه في حياتك
أمَّالشخص الناجح فيضع تركيزه على هدفه النهائي مهما واجه من عقبات وفشل , لأنَّه سينهض ليُكمل الطريق نحو تحقيق هدفه .
فالذي يريد افتتاح المشروع يجب أن يكون هدفه النهائي هو نجاح المشروع وزيادة المبيعات والأرباح .
ولا يجب عليه أن يفكر في غير ذلك , فيجب أن يتخيل نفسه وهو قد حقق الأرباح , كما أيضاً للشاب المتسابق في الركض , يجب أن يكون تفكيره على المركز الأول , وإذا سقط أو تأخر عن المتسابقين فلا يفقد تركيزه عن هدفه , وعندها سينهض ليكمل المسيرة .
وفي حالة لاعب كرة القدم , فإنَّ أفكاره مليئة بالمخاوف , إمَّا الرهبة من الجمهور أو الرهبة من الملعب نفسه أو من الخِصم .
ولو أنَّه سلَّم عقله وأفكاره لهذه المخاوف , فسوف يتحول إلى لاعب فاشل لا يمتلك أي مهارة .
قوة وتأثيرالفكرة
نعم …. فقوة الفكرة قد تقتل أفضل موهبة ولو كان أمهر من مارادونا نفسه .
فعندما ينزل الملعب بهذه الأفكار فسوف يفشل , لذلك عليه أن يغير أفكاره أولاً قبل نزول الملعب .
فكما أنَّ اللاعب يحتاج إلى تمارين اللياقة البدنية قبل المباراة , فإنَّه بحاجة أكثر إلى تمارين اللياقة الفكرية .
يجب أن يجلس مع نفسه قبل نزول المباراة في هدوءٍ وبعيداً عن الضوضاء وأي مصدر تشتيت , ويُحفز عقله بأفكار وتخيلات عن آدائه العظيم في المباراة التي سيخوضها , وعن الأهداف التي سيُسجلها .
وعندما ينزل للملعب عليه أن يقضي على أي أفكار سلبية أو حتى إيجابية , فيجب أن يكون في قمة تركيزه على المباراة , ولا يُلقي بالاً للجمهور إن كان هذا ما يخيفه , أو لايُلقي بالاً للخِصم إن كان هذا مايهابه .
وإذا تم تسجيل هدف في فريقه فلا يفقد تركيزه وإلَّا سيفشل .
ألم تُشاهد من قبل مباراة لفريق مليئ بالمحترفين الكبار لكرة القدم , عندما يدخل في مرماهم هدفين ولو بالصدفة , فإنَّهم يفقدون تركيزهم ويتحولون إلى لاعبين مبتدئين وكأنَّهم يلعبون هذه الرياضة لأول مرةٍ في حياتهم .
هذا مايفعله الخوف في حياتنا , إنَّه يُدمِّر أعظم مانملكه من مواهب وإمكانيات في حياتنا , فمن أجل النجاح عليك أن تتخلَّص من مخاوفك .
ولكن إحذر عندما تحارب مخاوفك , فالكثير منا يُحارب مخاوفه بالخطأ .
وأنا أقول لك حارب مخاوفك بتجاهلها وإخراج لسانك لها , فإمَّا أن تتعمَّد عدم التفكير فيها , أو تتعمَّد تجربتها مع التركيز على تنفيذها فقط دون المخاوف .
واعلم أنَّ الأمر لن يعود عليك بنتيجة مرتفعة من أول تجربة , فالأمر يحتاج إلى الإصرار والقليل من التجربة , لأنَّ عقلك الباطن تغذَّى على الأفكار السلبية , وليس سهلاً أن تسبتدلها .
توم كروز , هذا الممثل العالمي المشهور , لديه فوبيا من الأماكن المرتفعة , وهذه الفوبيا كانت ستؤثر عليه سلباً في بعض أفلامه المشهورة , إلَّا أنَّه قاومها عن طريق تجربتها بنفسه كما في الصورة التي التُقِطت له أثناء تصويره في أحد أفلامه في دبي .
اقتل مخاوفك بنفسك , لكن إياك أن تُفكر فيها .
انس النجار
تابعونا لقراءة المزيد من القصص والمقالات المُلهمة للنجاح في مدونة استيقظ